الظروف الحالية التي تمر على بلدنا الحبيب سورية ومواطنيها ، في ظل الاجراءات للتصدي لفيروس كورونا ، فرضت آليات عمل جديدة لكثير من الخدمات الضرورية المقدمة للمواطنين ، منعا للتجمعات وازدحام المواطنين . ومدينة سلمية من المناطق السورية التي اتخذت الجهات المعنية فيها ، بناء على توجيهات الحكومة ، اجراءات كثيرة ومتنوعة احترازية للتصدي لهذا الوباء الخطر على صحة المواطنين ، وألية توزيع الخبز للمواطنين عبر معتمدين ولجان الحياء ، ومنع البيع المباشر للخبز من منافذ الفرن الآلي والأفران الخاصة ، احدى الاجراءات المتخذة لمنع تجمهر المواطنين والازدحام الكبير الذي كان يحدث قبل الظروف الحالية ، وأخذ مجلس مدينة سلمية على عاتقه تنفيذ هذه الآلية . .. صحيفة الفداء واكبت منذ البداية العمل لتطبيق هذه الآلية ، وكان لها لقاءات عديدة مع المواطنين والمعنين ، حول واقع وآلية التوزيع الجديدة . مع المواطنين .. تباينت آراء المواطنين حول الآلية الجديدة ، وتحقيقها الأهداف المرجوة منها . ـ أغلب المواطنين ، أكدوا لنا ارتياحهم الكبير للآلية الجديدة المعمول بها ، خاصة بظل الظروف الحالية ، واعتبروها خطوة متميزة وحققت نجاحا ملحوظا نسبيا بالنسبة لمدينة سلمية والمشرفين على تنفيذها ، بعيدا عن الازدحام والانتظار الطويل ، وطالبوا باستمرار هذه التجربة دائما ، فهي تحقق راحة كبيرة للمواطنين ، بعيدا عن الازدحام الكبير الذي كانوا يعانون منه للحصول على حاجتهم من الخبز ، ولقد حفظت كرامة المواطنين ، والمطلوب توزيع الخبز بوقته وبالكمية المطلوبة لكل عائلة وبتنظيم اكثر وبعدالة ، وتلافي الأخطاء بالتوزيع . ـ عدد آخر من المواطنين ، قالوا لنا ، التجربة الجديدة غير ناجحة ، بسب تأخر كبير بوصول الخبز وغياب الجودة المطلوبة ، فالتوقيت غير مناسب للأغلب الناس ، ومعظم الخبز من الفرن الآلي يتم تكديسه لساعات طويلة من الليل حتى الظهر ، حتى يصل للمواطن غير صالح للاستهلاك البشري ، بالإضافة للخبز السيء الوارد من بعض الأفران الخاصة ، والنقص الحاد في حاجة كل عائلة ، خاصة بأن التوزيع هو /7/ أرغفة بالربطة ، وربطة لكل عائلة فقط مهما كان عدد افراد الأسرة ، وهي لا تكفي حاجة العائلة ، وبعض المعتمدين يأتي لهم الخبز ربطتين لكل مواطن ، كما انه من الفرن وعلى الرغم من التعب والانتظار والازدحام كانوا يحصلون على احتياجهم من الخبز . ـ مواطنين آخرين ، أكدوا لنا : بان تجارة الخبز بالسوق السوداء ازدهرت أكثر خلال الآية الجديدة ، وباتت تباع بأسعار عالية جدا ، وصلت لأكثر 250 ل.س للربطة الواحدة ، بظل غياب الرادع القانوني والاخلاقي ، وحتى المعتمدين بات لديهم طمع فيبيعون ربطة الخبز بزيادة ، تصل لـ /100 / ل.س و/ 75 / ل.س ، والسعر المحدد /65/ ل.س . عمل مكثف لوضع خطة العمل .. نائب رئيس مجلس المدينة ورئيس لجان الأحياء عضوي المجلس ، عملوا على مدار الساعة ، ولمدة عدة أيام بشكل دؤوب وبخطوات مكثفة لوضع خطط وآلية العمل الجديدة بالسرعة القصوى ، لاعتماد معتمدين لبيع الخبز وايصاله لكل مواطن في أحياء المدينة ، بالتعاون مع رؤساء لجان الحياء . ـ المهندس اسماعيل موسى ، نائب رئيس مجلس مدينة سلمية ، حدثنا عن آلية العمل الجديدة قائلا : في لطار التصدي لفيروس كورونا ، ومنع ازدحام المواطنين على الأفران ، تم اعتماد آلية توزيع مخصصات الأفران من الخبز ، للمواطنين ، عن طريق معتمدين في كل حي ، ففي المدينة يوجد ثماني أفران خاصة ، بالإضافة إلى جزء كبير من مخصصات الفرن الألي ، وتم تشكيل عدد كبير من المعتمدين من قبل لجان الأحياء ، أغلبهم من ذوي الشهداء والذين بدون عمل ، بحيث يغطي كل معتمد حوالي /40/ أسرة مع مراعاة التوزيع الجغرافي لسكان الحي ، وتم اعتماد آلية التوزيع على مايلي : ـ عدد الأسر بشكل كامل بالمدينة بناء على جرد البطاقات الذكية . ـ عدد ربطات الخبز المخصصة من كامل الأفران بالمدينة . ـ تم توزيع عدد الربطات بعد الجرد الكامل بالتعاون مع شعبة حماية المستهلك على كامل أسر المدينة . ـ تكليف لجان الأحياء بالرقابة المباشرة على المعتمدين وآلية التوزيع لمنع التلاعب بالسعر وتحقيق ابصال كل رغيف للمواطنين ومنع الهدر . وعن صعوبات العمل ، يضيف موسى قائلا : هناك نقص في عدد ربطات الخبز لتغطية حاجة المواطنين الفعلية اليومية ، بسبب نقص مخصصات بمادة الطحين للأفران ، وكلنا أمل أن يتم زيادة مخصصات الطحين من قبل المعنين ، لتدارك الأمر بالسرعة القصوى. ـ احمد الجرف ، عضو مجلس المدينة ، رئيس لجان الأحياء ، أكد لنا قائلا : آلية توزيع الخبز الجديدة ، خطوة تعتبر جيدة وجديدة ، فيها راحة للمواطنين ، رغم العمل المضني كثيرا بسبيل تأمين رغيف الخبز للمواطنين ، بظل ظروف احترازية ضرورية للتصدي لفيروس كورونا ، ولحماية المواطنين من ذلك ، كانت هذه الآلية التي منعت تجمهر وازدحام المواطنين ، ونعمل جاهدين بالتنسيق مع الجهات المعنية ، لتذليل الصعوبات وتدارك الأخطاء بالسرعة القصوى ، بسبيل راحة المواطنين ، وبالرغم من حجم العمل الكثيف استطعنا بسرعة قصوى تأمين معتمدين ، ونستقبل أي شكوى بخصوص آلية التوزيع والخبز وملاحظات المواطنين على مدار الساعة ، وأكثر الصعوبات التي نعاني منها نقص في كمية الخبز ، ومخصصات الطحين للأفران ، واكثر الشكاوي التي تصلنا تتعلق بغياب جودة الخبز من بعض الأفران وتأخر وصولها للمعتمدين ، وهذا ما نعمل على تداركه فورا . ـ محمد عيزوقي ، رئيس شعبة حماية المستهلك ، حدثنا قائلا : تعاون وتنسيق كبير مع مجلس المدينة لتطبيق الآلية الجديدة ، وتذليل الصعوبات ، وتعمل دوريات الشعبة على ضبط عمل الفران ، وانتاج الخبز بالجودة المطلوبة ، ومنع تهريب الطحين ، ولقد تم ضبط تهريب طحين من أحد الأفران الخاصة ، كما يتم متابعة أي شكوى تصلنا بخصوص سوء الانتاج ، ونقترح أن يكون عمل الفرن الآلي منذ الصباح الباكر حتى المساء ، وان تكون فترة التوقف ليلا ، لمنع تكدس الخبز والحفاظ على جودته المطلوبة ، وتم زيادة كمية /2/ طن طحين ، لتغطية انقص الخبز ، ونعمل جاهدين لزيادة أكثر . ختاما آلية توزيع الخبز الجديدة ، لاقت ارتياح كبير لدى أغلب المواطنين بسلمية ، مع وجود البعض من اعترض عليها ، ولقد حققت كرامة للمواطن ومنعت الازدحام والتجمعات على الأفران . ومن الضرورة الملحة التحرك السريع من قبل المسؤولين والجهات المعنية ، لتلافي الأخطاء وزيادة المخصصات من الطحين ، والحفاظ على انتاج جيد لرغيف الخبز ، وايصاله بوقته وبالكميات التي يحتاجها كل مواطن . ـ
حسان نـعـوس