انتعاش مهنة الإسكافي الحاجة أجبرت الناس على إصلاح أحذيتهم

 

ترقيع ..تصغير ..درز ..تسمير ….
إنه الاسكافي ..الذي يمنح الأحذية عمرا أطول ،من خلال درزات تمديد الخدمة ومسامير إعادة الحياة وإغلاق فتحات التهوية وترقيعها ورتقها بالخيطان والأدوات اللاصقة ..
عاد إلى الأضواء بعد اقتراب مهنته من الانقراض خلال سنوات خلت، لم يكن أحد منا يطرق باب دكانه إلا في حالات قليلة..نعم عادت الحياة إلى آلات الخياطة اليدوية بعد أن اقتربت من التوقف نهائيا ،وعاد الاسكافي بقوة إلى عمله وبتنا نحتاج إلى حجز دور لتصليح أحذيتنا مرة واثنتين أو أكثر كنا في زمن نخجل من إصلاحها ودرزها..
أحذية كنا نرميها لمجرد عطبها ونستبدلها بجديدة ،أصبحنا اليوم نتمسك بها حتى آخر رمق بها بسبب الغلاء الفاحش الذي طال كل شيء فأردأ حذاء /بوط رياضة أو كندرة/ يتجاوز سعرها ٢٥ ألف ليرة والجيدة او المقبولة تصل إلى ٧٥ ألف والممتازة عليك بالتحدث فوق ١٠٠ ألف ليرة..
الظروف الاقتصادية وتدني الدخل فرضا هذا الواقع أم أحمد كانت تحمل كيسا ممتلئا بالأحذية المصابة بعاهات مختلفة قالت : لدي ثلاثة أولاد ولايمكنني أن أشتري لهم أحذية جديدة لذلك أقوم باصلاحها مااستطعت فأجرة إصلاحها جميعها لايساوي سعر واحد جديد من البضاعة الرديئة.
ورجل آخر أحضر حقيبة ابنته لإصلاحها قال: البضاعة رديئة جدا ولاتقاوم ولكن ليس بالإمكان أكثر مما كان والحال لايخفى على أحد.
الإسكافي أبو عبدو لم يكن لديه الوقت الكافي للرد على أسئلتي دعاني للجلوس وتابع عمله لتقديم العلاج الاسعافي لبعض الحالات المستعجلة ،والحالات التي تحتاج إلى وقت أطول يطلب من أصحابها وضعها ثم يحدد لهم وقتا للعودة إلى أخذها ،وشكا من ارتفاع أسعار مواد العمل كالمسامير والخيطان واللاصق والجلود وغيرها إضافة لارتفاع أسعار أدوات العمل أيضا،واوضح أنه يؤجل حالات الخياطة على الماكينة الكهربائية حتى مجيء الكهرباء او تجميعها لتشغيل المولدة الكهربائية ويكون إصلاحها بسعر أعلى قليلا بسبب ارتفاع أسعار البنزين،وقال خياطة الحذاء ب ٢٠٠٠ ليرة او أكثر حسب الحالة والمسمرة ب٥٠٠ او ١٠٠٠ ليرة ولايمكن تحديد سعر لاصلاح القطعة فحالتها تحدد سعر إصلاحها.واضاف ابو عبدو قائلا: ازدادت مؤخرا حالات إصلاح الأحذية بشكل لافت ولم نعد نعرف أين نضع أكياس الأحذية التي تحتاج إلى تصليح ،لقد أعاد الغلاء الذي طال كل شيء الحياة إلى مهنتنتا بعد اقترابها من الانقراض فمصائب قوم عند قوم فوائد..

فيصل يونس المحمد

المزيد...
آخر الأخبار