(الياطر) بنادي القراءة في صالون سلمية الثقافي

في جلسته الخامسة لنادي القراءة في صالون سلمية الثقافي كانت رواية الكاتب الكبير حنا مينة محور هذه الجلسة التي تميزت بجو من الألفة والحميمية من خلال المداخلات والمبادرات التي قدمت ،فقد بدأ الشاعر عبد العزيز مقداد مدير النادي لمحة عن الرواية ،حيث قدم تعريفا مبسطا للرواية، حيث تحدث عن بطل الرواية زكريا مرسنلي والذي تدور أحداث الرواية حوله منذ ليلة حمل أمه به.
ثم تلته الشاعرة أزهار سيفو وقدمت دراسة نقدية للرواية التي تميزت برأيها بالمونولوج الداخلي الذي اعتمده مينة في سرده لحكاية زكريا.
وقدم الباحث نزار كحلة أيضا مداخلته عن الرواية مبينا برأيه أن الرواية هي رواية ترميز لا تعالج حالة واقعية،لأن عملية التغيير في المجتمع لا تبدأ بالعنتريات وإنما التفكير بشكل صحيح .رواية الياطر تذكرنا بملحمة جلجامش وحي بن يقظان.
دارت أحداث الرواية في مدينة اللاذقية والتي هي رمز لكل مدينة،أما الحوت فهو رمز لمحاولة اقتحام المدينة ،الياطر برأيه هو زكريا مرسنلي،الرواية عالجت واقعا حقيقيا برموز حقيقية. 
الدكتور الأديب باسل الشيخ ياسين قدم دراسة أدبية جميلة عن رواية الياطروحيث قدم دراسة تحليلية بشكل تفصيلي عن الرواية ،وكانت مشاركة جميلة منه.
الشاعر والأديب نضال الماغوط تحدث عن الكاتب حنا مينة وعن إبداعاته الأدبية قائلا:روايات البحر لحنا مينة هي معلقات.
وعن رواية الياطر قال:اتخذت اسم الياكر لا عن عبث بل ليعبر هذا الاسم عن مكنون الرواية،خاصة أنها أداة من مستلزمات السفن والبحارة ،فالياطر هي المرساة ،ومهمتها إيقاف السفينة في المرسى كي لا تأخذها الأمواج وتضيع.
تتميز لغة الرواية بالسلاسة والتشويق والامتاع والأسلوب البسيط العميق الشفاف،حيث يمكن للقارئ العادي أن يسير على شواطئها وملامسة مياهها متلذذا بماء الحكاية ،بينما يمكن للقارئ الذي يمتلك الرواية النقدية الغوص في أعماقها.هذه اللغة تتناسب مع منطوق الراوي زكريا المرسنلي الخائف المطارد..الذي يمر بتجربة الحب فجاءت الجمل قصيرة رشيقة..أحيانا تتكرر نفس الحالات النفسية في أكثر من منطقة في الرواية.وباعتقاد الماغوط أن الرواية أرادت في جزئها الأساسي أن تقول ماقالته قديما ملحمة جلجامش . إن الحب أو المرأة ينتشل البشرية من عالمها المتوحش وينقلها إلى عالم الإنسانية.
وكانت لمشاركة البحار اسماعيل خدوج وقعا جميلا حيث تحدث بشكل مفصل عن الكاتب حنا مينة وعن روايته الياطر بشكل خاص قائلا: ترجمت أعماله إلى ١٧ لغة ،وهو أول أديب كتب عن البحر،كتب عن الفقر والفقراء عاش معهم وهم الذين شاركوا في جنازته ومينة عاش بهدوء ومات بهدوء.
تحدث عن البحار كبحار،أم بالنسبة للمرسنلي فهو نسبة إلى مرسين وهي مدينة محتلة من قبل تركيا وهذا دليل على وجود بيئة عربية وهي مرسين.
وفي نهاية اللقاءقدم الشاعر ناجي دلول قصيدة في عام ١٩٧٦ على أثر قراءته لرواية الياطر حملت عنوان :(الغجرية والعاشق).
وقدم الدكتور باسل الشيخ ياسين قصيدة بعنوان:(وقال البحر)تحية لروح الراوية العظيم حينا مينة.
جينا يحيى
المزيد...
آخر الأخبار