لم يعد لأغلب ربات البيوت الفرصة للتباهي بمنظر المكدوس المتراص والغارق في الزيت بعد ان تضاعفت أسعار جميع مكوناته الداخلة في إعداده. فقد انحسرت صناعته بشكل ملحوظ هذا العام وأصبحت مرهقة بالنسبة للغالبية العظمى من الأسر .
ربات البيوت : لم يعد يشغل أحاديثنافي جلساتنا الاجتماعية خلال موسم المؤونة طريقة صنع المكدوس ،بل الحديث عن تكلفته التي تضاعفت بشكل خيالي .فهذا العام لم نصنع أي كمية منه مهما كانت قليلة .
فبحسبة بسيطة على الورقة والقلم تبين أن تكلفة ٢ كيلو من المكدوس تكلف الأسرة ٢٠٠ ألف ل.س. حيث ٢ كيلو باذنجان مسلوق بين ٢٢ -٢٥ ألف ليرة وثلث كيلو جوز ب ٣٥ ألف ل.س ، وكيلو الفليفلة الجاهزة للحشو ب ٣٠ ألف ل.س .وسعر زيت النباتي ب ٢٥ ألف ل.س.
بعض الأسر كي لا تحرم أبناءها طعم المكدوس في الشتاء اضطرت للتحايل على المكسرات واستعاضت عنها ببدائل حسب الإمكانات المادية المتاحة .حتى أنها في بعض الأحيان استغنت عنها بالكامل واختصرتها على الباذنجان والفليفلة والثوم فقط .
إحدى السيدات :هذا العام لم نأتي على ذكر المكدوس نهائيا في بيتنا ولا نجرؤ حتى على احتساب كلفته علما اننا في كل موسم نعد كمية كافية منه .والسبب هو الغلاء الفاحش الذي وصلت إليه أسعار الزيت والجوز والسمسم وغيره .
فالأمر اختلف كليا ففي السابق كان الفقير والغني يصنع مؤونة المكدوس ،اما اليوم أصبحت مؤونة المكدوس للأغنياء فقط .
سلاف زهرة