انطلقتا من حيثيات البيئة المحيطة ، حيث المساحات الواسعة و الأشجار المتنوعة و الإنتاج الزراعي المختلف ، و كالعادة الفداء تلقي الضوء على اي محاولة تنمية ناجحة و فريدة ، لذلك زرنا قرية تل الدرة في ريف سلمية ، و التقينا لوجين تقلا ، 24 سنة خريجة تربية ، و ريام وسوف 24 سنة ، خريجة معهد بيطري ، اللتان اتبعتا دورة ريادة و دراسة جدوى اقتصادية لدى مؤسسة الآغا خان ، و من ثم وجب اختيار مشروع تنموي صحي صديق البيئة ، فاختارت الشريكتان مشروع إنتاج سماد الفيرمي كومبست ( الذهب الأسود ) ، و عند السؤال عن سبب اختيار هذا المشروع ،قالت لوجين : نحن في ريف زراعي ، و الحاجة للتسميد من أساسيات العمل ، لكن أردنا وجود بديل طبيعي لا يؤذي النباتات و لا الأرض و لا أهلنا ، و أضافت ريام : عند استعمال الكومبست ، نوفر ري ماء حوالي 30 % ، و نحارب افات التربة ، منها مثلا مرض الميموتادا ، لاحتواء السماد على مضاد فطري و حيوي و نتروجين و بوتاس و فوسفات ، و يعمل على خلق مصانع بالتربة لتنظيم و إنتاج مغذيات و منظمات نمو تحارب آفات التربة ، فهو عمل تراكمي يشبه استصلاح الأرض ، و بعد 3 سنوات لا تحتاج التربة لأي إضافات ، هنا سألنا عن طريقة الإنتاج ، فقالت لوجين : يجب تجهيز أحواض و تزويدها بفتحات لتسريب المياه ، ثم ننقع قش في الماء لمدة يوم كامل ، و نمده بالأحواض بارتفاع 5 سم ، و نمد فوقه سماد بلدي مخمر لمدة 6 أشهر ، بعدها نضع دودة الفيرمي في الحوض و نغطيه بالخيش و يتم ترطيبه يوميا بالماء صيفا و طبعا بالشتاء أقل ، ويتم تغذية الدودة بمخلفات المنزل عدا الحمضيات طبعا بالإضافة للقش و السماد البلدي ، و يجب أن تكون الغرفة مظلمة و عدم السماح القوارض و الطيور دخولها ، و أكملت ريام : دورة الإنتاج تحتاج حوالى 5 أشهر للحصول على الفيرمي كومبست و نجهز بعدها لدورة جديدة تحتاج لفترة أقل ، بعدها يتم نخل السماد و تعبأته بأكياس خاصة ، طبعا السماد يزيد من المجموع الخضري و يعطي لونا ممتازا للأشجار و الأهم الابتعاد عن المبيدات الحشرية ، و من خلال الحوار علمنا أنه في مرحلة قادمة ستنتجان شاي الكومبوست ، و هو عبارة عن سائل يرش على النبات يعزز عمل الفيرمي ، و عند السؤال عن التسويق ، قالتا : يتم ذلك من خلال التواصل الشخصي و مواقع التواصل و إجراء ندوات تثقيفية عن المنتج إضافة للتشجيع الفردي .
شريف اليازجي