تسعى أكاديمية “كن نفسك” بالتعاون مع مؤسسة سبر للإبداع والتنمية في حماة، لدمج ذوي الهمم بالمجتمع والتكيف معه و ضمان حياة كريمة مشابهة لحياة أي شخص آخر من خلال توفير الوسائل المختلفة لمساندتهم والإستفادة من طاقاتهم الهائلة التي يمتلكها بعضهم ولاتتواجد عند غيرهم وتنمية قدراتهم للاعتماد على أنفسهم وجعلهم أعضاء منتجين وعناصر فاعلة في المجتمع.
وأكد الدكتور حسام الأسود مدير أكاديمية “كن نفسك” وجود 55 طفلاً في المركز من ذوي الاحتياجات الخاصة تتنوع إعاقاتهم بين الجسدية والعقلية كمتلازمة داون والتوحد، يتم تقديم كافة الخدمات لهم كاللباس والوجبات اليومية إضافةً للتعليم الأكاديمي وذلك حسب مرحلة إعاقة كل طفل، والتعليم المهني اليدوي خاصة لمن يعاني من الإعاقة لمساعدته على التركيز مع توفير كافة التقنيات المناسبة لتعليمهم عن طريق معلّمات متطوعات ، كما يقدم لهم الرعاية الصحية والخدمات العلاجية إذ يتم إرسال الأطفال لبعض الأطباء الذين أبدوا تعاونهم و استعدادهم لمعالجتهم لاسيما جلسات المعالجة الفيزيائية بشكل مجاني.
وبيّن الأسود أن هذه الفئة مظلومة اجتماعياً بسبب اختلافها عن الأشخاص العاديين سواءً بالجسد أم بالفكر أم بالحس، فبسبب عدم علم الآخرين بكيفية التعامل مع هؤلاء وعدم تقبلهم لهم يعرضونهم للإيذاء والإهانة في الشارع وقد يتعمد البعض التنمر عليهم، كما أن المعاناة تكون كبيرة على ذويهم سيما من لديه أكثر من طفل في الأسرة من ذوي الاحتياجات الخاصة ، فكان هدف المركز بمتطوعيه احتواء هؤلاء وضمان حياة كريمة لهم أسوةً بأقرانهم السليمين ومساواتهم إلى حدٍ ما بنظرائهم الأصحاء.
وبما أن الجمعية خيرية غير ربحية و يتم تمويلها ذاتياً، تعاني المؤسسة من قلة الايرادات خاصة وأن 25 % فقط من أهالي الأطفال لديهم القدرة على تسديد احتياجات أبنائهم أما ما تبقى أي 75% منهم غير قادرين على ذلك فبعضهم يشارك بجزء بسيط والآخر لايستطيع المشاركة أبداً ، كما أن التبرعات قليلة باستثناء التبرعات التي تقدمها الأمانة السورية للتنمية بشكل مستمر من ملابس ومواد غذائية متنوعة كالحليب والسكر والرز… الخ، لكن المشكلة الأكبر و حسب ما أكده الأسود تكمن بقلة المحروقات حيث يحتاج باص المركز لنحو 28 لتر مازوت يومياً لنقل الأطفال ويتم شراء اللتر منه بنحو 15 إلى 16 ألف دون أي دعم يذكر من جهة معنية وما يثير القلق اقتراب فصل الشتاء وحاجة المركز للتدفئة حيث ستزداد كمية المحروقات التي يحتاجها لنحو 50 لتراً يومياً لزوم التدفئة وهذا يهدد بتوقف العمل وإغلاق المركز لعدم إمكانية تأمين تلك الكمية بشكل يومي.
حسان المحمد