مدارات هاجس الكتابة ..؟!

كثيرة هي الاسئلة التي يطرحها الكاتب على نفسه ، او تُطرح من قِبل الغير ، حول الكتابة ، ما هي جدواها ، وهل يكتب الكاتب ما يعيشه او يحس به للوصول إلى شريحة واسعة من القرّاء ؟
وهل تجدي الكتابة في ظل الظروف الصعبة والمتشابكة ؟ وهل هناك من يقرا او يتابع ، ويجد في الكتابة بلسماً لحالته النفسية والروحيّة ؟ وهل يجد ضالته في قصيدة او قصة او مقالة او زاوية صحفيّة ؟
هي اسئلة تراود الكاتب او الاديب أو الصحفي ، ويجد نفسه منغمساً بين الحروف والكلمات ، لان الكتابة بالنسبة له حياة تتجدد مع كل مادة إبداعيّة ينثرها على بياض ، او عبر الفضاء الازرق ..؟!
إن هاجس الكتابة يلازم الكاتب في حلّه وترحاله، ليله ونهاره، ولا يجد بدّاً وهو يمضي في رحلة البحث، من تطويع إمكاناته وإبداعاته ولغته، في عمليةٍ متناغمة ومنسجمة مع واقعٍ، لا يمكن التخلّص من آثاره وتبعاته المتلاحقة .
لا شكّ أن هاجس الكتابة، هو سمة أو خاصيّة لا تفارق الكاتب الذي يستلهم من المعاناة مادته ويجعل منها بوصلته الحقيقية، لماهية المنجز الأدبيّ والفكريّ، وصولاً إلى مرافئ المعرفة التي تبدو ضفافها أكثر ألقاً وبهاءً.
لكن، وإن كانت الكتابة تعني بثّ روح الجمال في الكلمة التي هي بداية التكوين، حيث قيل «في البدء كانت الكلمة»، فإن اتّكاء الكاتب على إرثه الثقافي والمعرفي، وذاكرته الحيّة التي لا يمكن أن تشيخ أبداً، يجعله أكثر إصراراً على إعادة تشكيل ما يبدعه بطريقةٍ جديدة وجميلة، وبما يُعدّ مرآة صادقة لذاته ومجتمعه، وهو على ثقة بأنّ ما يبوح به من إبداع ومعرفة، يترجمه شعراً وأدباً وفنّاً، لا بدّ من أن يجد ضالته عند الكثير من الناس، أصحاب المبادئ والمُثل والقيم النبيلة .
*حبيب الإبراهيم

المزيد...
آخر الأخبار