“حكاية اللّاما ” *حنين السقا

إنه اللاما الصغير يتجول في أرجاء غابة ” قوس قزح ” يقفز هنا وهناك بعينيه الناعستين وأذناه اللتان تقفان كفراشتين تفتحان جناحيهما . – لدى اللاما الصغير “سكر” قدرة عجيبة ألا وهي سماع الكلام البعيد وهذا ما يجعله سعيداً في معظم الوقت فهو يستخدم هذه القدرة لمعرفة ماذا يحب أصدقاؤه ويحاول أن يحققه لهم فهو يحب كثيراً أن يرسم البسمة على وجوههم .
وفي الصباح سمع صوت الديسم الصغير وهو يبكي لأن الديسم الصغير لم يكن قادراً على الرؤية بعد لأنه حديث الولادة فلم يكن عمره إلا يوماً واحداً وكان يبكي لأن أمه ” الدبة ” لم تكن بجواره وبدأ يشعر بالخوف قليلاً
ولكن سكر لم يبق ساكناً بل ركض بسرعته القصوى باتجاه الديسم وجلس بجواره وأخبره :
– لاتخف أيها الديسم الصغير فأنا بجوارك إلى أن تأتي أمك الدبة.
وهذا ماجعل الديسم الصغير سعيداً ومطمئناً ولم يعد يشعر بالخوف والحزن لأنه لم يعد وحيداً وصار سكر يحدثه عن شكل والدته وجمالها وأنها ستعود له بالغذاء .
فقال الديسم :
– لقد أصبحت متشوقاً جداً أن أرى والدتي ولكن هل سأبقى هكذا للأبد .
– فقال سكر :
– لا يا عزيزي الديسم ستكون قادرا على الرؤية بعد مدة قصيرة وجميع الدببة حديثة الولادة مثلك تكون غير قادرة على الرؤية كذلك .

أجل إنه اللاما الصغير سكر أو كما تطلق عليه والدته لقب ” الباحث الصغير ” ذو الفراء القمحي
فكان لون فراء اللاما سكر قمحي اللون ، وقدماه الخلفيتان ممتلئتان ، أما القدمان الأماميتان فكانتا أقل امتلاء .
(نشاط)
ترى هل استطعتم تخيل شكل سكر ؟
ارسم شكلاً يوضح كيف تخيلته ؟؟

نشاط
لو كان عندك لاما صغير مثل اللاما سكر
ما الاسم الذي ستطلقه عليه ؟ و ماذا تتمنى أن يكون لونه ؟

وفي الصباح كان اللاما الصغير سكر يمشي في أرجاء غابة قوس قزح ، وبينما كان يمشي بمرح وسعادة توقف فجأة وارتسمت الصدمة على وجهه وقال :
لماذا ؟؟ لـ.. لـ.. لــــــــماذا يتحدثون عني هكذا ؟
هل حقاً سأبقى بطولي هذا إلى الأبد ؟
ولكن أمي طولها ” 115 ” مئة وخمسة عشر
هل يعقل أن أبقى أنا هكذا ؟؟
سارع سكر وذهب إلى مقياس الطول الذي يشبه لاما كبير اً وعليه أرقام تبدأ بالواحد وتنتهي بالمئتين
” 200 ”
ونظر وإذا بطوله خمسون سنتيمتراً ” 50 ”
وبدأ الحزن يرتسم على وجهه فإذا باللاما الأم قادمة نحوه وفوراً قام سكر بالحديث لوالدته عما يحزنه فهو لا يخفي شيئاً عن أمه فضحكت الأم ضحكة صغيرة وصارت عيناها على شكل هلال
وقالت لسكر : يا سكر هل علينا أن نصدق كل معلومة يقولها أحدهم ؟
فقال سكر : ولكنهم أصدقائي يا أمي هل من الممكن أن يقولوا كلاماً مغلوطاً ؟
فقالت اللاما الأم: ليس علينا أن نصدق كل معلومة تقال ، إن لم تكن من شخص عالم أو مدرس
وعلى سبيل المثال : المعلم أسد معلم الرياضيات لا يقول معلومات خاطئة في الرياضيات ، أما أصدقاؤك فما يزالون صغاراً وعليك أن لا تأخذ كلامهم على محمل الجد قبل أن تسألهم السؤال الأخضر .
فقال سكر : وماهو السؤال الأخضر يا أمي ؟
فقالت اللاما الأم : من أين حصلت على هذه المعلومة يا صديقي ؟
فقال سكر : هل هذا هو السؤال الأخضر أن أسأل أصدقائي عن مصدر المعلومات ؟
فقالت الأم : أجل .
فقال سكر : ولكن يا أمي … والآن ماذا عليَ أن أفعل الآن ؟
فقالت الأم: ابحث عن الصواب يا صغيري .
فقال سكر : وأين الصواب يا أمي؟
فقالت الأم : في الكتب والمجلات والمعلمين في المدرسة ولا تنسَ ياسكر أن تخبرني بكل شيء جديد تتعلمه كي أتعلم مثلك .
فقال سكر : حسناً يا أمي .

نشاط
ما رأيك أن تشاركنا بعمرك ؟
ارسم لنا نجوماً بعدد عمرك
نشاط:
حدد طولك على هذا خط الطول
أيٌّ من هذه الأشكال هو شكل هلال ؟

-وفي عطلة نهاية الأسبوع تشوق سكر جداً لليوم التالي ليذهب إلى المدرسة ولينفذ ما طلبته منه والدته
توجه سكر إلى معلمه وألقى التحية عليه وسأله عن حاله وبعد ذلك أخبره أن هناك سؤالاً يجول في ذهنه
فرح المعلم أسد كثيراً وقال له ما هو سؤالك يا سكر ؟
فأخبر سكر معلمه بما سمعه من أصدقائه وكيف تحدثوا عنه وبأنه سيبقى بطوله هذا .
همهم المعلم أسد وفكر قليلاً ، وقال إذا كان سؤالك عن طول جسمك فأنا يا صغيري معلم رياضيات ولديً خبرة في الحسابات مثل الجمع والطرح والقسمة والضرب ، وسؤالك هذا يحتاج لمعلم العلوم سنجاب .
ذهب سكر بسرعة كبيرة إلى المعلم سنجاب ألقى عليه التحية وسأله عما يشغل باله .
أعجب السنجاب المعلم بسؤال سكر وقال له إن هذا الكلام غير صحيح ؛ إن طول اللاما يمكن أن يصل
إلى مئة وخمسة وعشرين سنتيمتراً فلا تدع الكلام يؤثر فيك ما لم يكن الكلام من مصدر موثوق .
أعرف ماهو المصدر الموثوق لقد أخبرتني به والدتي .
وماذا قالت والدتك ؟
قالت والدتي : يوجد في الكتب والمجلات والمعلمين في المدرسة .
لقد قالت والدتك الصواب .
ذهب سكر مسرعاً إلى أصدقائه وقال لهم ما سمعه منهم وأخبرهم أن الكلام الذي تحدثوا به غير صحيح وأنه قد تأكد من معلم العلوم .
اعتذر منه أصدقاؤه وفرحوا لأنهم عرفوا معلومة جديدة .
خرج سكر وزملاؤه ومعلم الفيزياء قندس في رحلة إلى نهر اسمه “نهر الشمس” وكان في الطرف الآخر من الشاطئ جزيرة صغيرة قريبة جداً ولكن ” نهر الشمس “يفصل بينهما .
رفع المعلم قندس نظارته من على عينيه ، ووضعها على رأسه وفتح ذراعيه وقال :
أعزائي الصغار حيوانات غابة قوس قزح ها هي الجزيرة الأخرى أمام أعينكم ولديكم ثلاثة ألواح … لوح زجاجي ، ولوح خشبي ، ولوح حديدي
أيٌ من الألواح علينا أن نركب؟
قال السنونو : أنا لا أحتاج إلى كل هذه الألواح فأنا قادرٌ على الطيران ولكنني ومع ذلك يجب علي أن أفكر في حل لكي أساعد أصدقائي ، ومن الممكن أيضاً أن أحتاج إليه في يوم من الأيام .
فرح المعلم قندس لما قاله السنونو وقال له أحسنت إنه التفكير السليم بأن تفكر بنفسك وأن تفكر بغيرك أيضاً والآن يا أطفالي سأقدم لكم بعضاً من الوقت لتفكروا .
وأخذت الحيوانات تتحرك ذهاباً وإياباً محاولين اختيار اللون الصحيح .
نظر إليهم المعلم قندس وهز رأسه يميناً ويساراً وهمهم بإزعاج وقال في نفسه : لم هذه الحيوانات الصغيرة؟ وصاح لهم كي يجتمعوا وقال :سأقدم لكم نصيحة صغيرة لتساعدكم في حل هذه المسألة ، ركضت الحيوانات نحوه بسرعة ليسمعوا كلام معلمهم .
فقال لهم المعلم قندس : ما رأيكم أن تصبحوا فريقاً واحداً وتفكروا معاً؟
نظرت الحيوانات إلى بعضها البعض ، وابتسمت فوقفوا على شكل دائرة ، واقترح “الفأر ” أن يقوم كل حيوان بكتابة فكرته .
وافقت الحيوانات على هذه الفكرة .
وبعد مرور فترة من الزمن قرأت الحيوانات جميع الأفكار، ولكنهم لا يملكون الوقت الكافي لتنفيذها كلها وكان عليهم فقط أن يقوموا بتجريب فكرتين ، واستخدموا القرعة لفعل هذا الأمر ، وكانت الفكرة الأولى هي بناء جسر خشبي يصل إلى الجزيرة ، وسارع الجميع لتنفيذ الأمر ، ولكن سرعان ما فشلت الخطة لأن بناء جسر خشبي يحتاج إلى مقص كبير للخشب ،ولنجار لينسق الخشب ، والمسامير وكثيراً من الأشياء والكثير من الوقت كذلك .
وبعد مرور فترة من الزمن قرأت الحيوانات جميع الأفكار، ولكنهم لا يملكون الوقت الكافي لتنفيذها كلها وكان عليهم فقط أن يقوموا بتجريب فكرتين ، واستخدموا القرعة لفعل هذا الأمر ، وكانت الفكرة الأولى هي بناء جسر خشبي يصل إلى الجزيرة ، وسارع الجميع لتنفيذ الأمر ، ولكن سرعان ما فشلت الخطة لأن بناء جسر خشبي يحتاج إلى مقص كبير للخشب ،ولنجار لينسق الخشب ، والمسامير وكثيراً من الأشياء والكثير من الوقت كذلك .

فتراجعوا عن هذه الفكرة وبدؤوا بالعمل على الفكرة الأخرى وقد كُتب في الورقة :
١ – اصنعوا ثلاث دمى من ورق شجر العنب ولتكن باللون نفسه وقوية من أجل أن لا تتطاير في الهواء
٢ -ضعوا ثلاثة ألواح على شكل صف واحد , وبعد ذلك ضعوا دمية على كل لوح
وشاهدوا النتيجة …..
واللوح الذي يمشي أولاً ويثبت هو اللوح الصحيح

جربت الحيوانات الخطط الثلاث واللوح الفائز معهم كان لوح الخشب فاللوح الحديدي قد غرق فوراً
ولوح أوراق الشجر والخشب قد أسقط الدمية .
أما اللوح الخشبي فبقي واقفاً ولم يغرق وعندما بدأت الريح تهب بنعومة تارة وبقوة تارة أخرى بدأ اللوح الخشبي يمشي إلى الجهة الأخرى من النهر .
وبهذا تعلمت الحيوانات الصغيرة أن الخشب هو الذي بإمكانه أن يطفو على سطح المياه دون أن يغرق أو يوقع الأشياء .
ولكن الحيوانات لم تستطع التحكم بحركة اللوح فكان يمشي يميناً ويساراً دون انتظام ، وهنا قررت الحيوانات الصغيرة أن تطلب منكم مساعدتها لتقدم الفكرة إلى المعلم قندس .
هيا بنا نساعدهم بإيجاد الحل …. عن طريق البحث عن عدد كبير من الأفكار تساعدنا بالتحكم بحركة اللوح :
دون أفكارك ضمن الصندوق في الأسفل .
*القصة الفائزة بالمركز الأول في مسابقة ادب اللاطفال التي اقامها فرع حماة لاتحاد الكتاب العرب للأدباء الشباب لعام 2023

المزيد...
آخر الأخبار