غابت الحلول تماما تجاه ضبط أسعار السوق ، أمام زيادة انحسار ذات اليد للمواطن العادي ، ففي شهر رمضان المبارك يزداد الإنفاق اليومي تلبية لمتطلبات الشهر الفضيل ، ليظهر الاحتكار بأوضح صوره و يرزح المواطن تحت نير الأسعار الكاوية للمواد كافة ، و بعد جولة على السوق ، كانت أسعار الخضار محلقة ، فوصل سعر كيلو البندورة لعشرة آلاف ليرة سورية ، و الباذنجان الأسود ( 15 ) ألفا ، حتى باقة البقدونس تباع في أيام رمضان ( 2500 ) ليرة ، و الكوسا مثل الباذنجان ، و البطاطا ( 8 ) آلاف ، فهذه حال الخضار الأساسية ، و قس على ذلك باقي الأنواع ، و ون تكن الفواكة أفضل حالا بأصنافها كافة ، أما اللحوم ، فحدث و لا حرج ، فعلى سبيل المثال : لحمة الفروج الناعمة كانت بحوالى ( 55 ) ألفا ، الآن بات سعرها ( 70 ) ألفا ، و أكيد باقي أجزاء الفروج كذلك ، و لحمة العواس باتت حلما للكثيرين ، أما المواد الغذائية لم تسلم من جنون الأسعار ، فتجد بالسوق نوعا من التمر بسعر 60 ألفا ، و نوعا آخر لا يستطع الأغلبية شراء كيلو أو حتى نصف كيلو ، فأصبح يباع بالحبة ، بسعر 900 ليرة للحبة الواحدة ، مع العلم نجد بالسوق مثلا تمرا بسعر 20 ألفا للكيلو ، لكنه ربما ليس صالحا للاستعمال البشري ، و لم يكن حال النواشف مغايرا لوضع السوق الرمضانية ، و لا كل مستلزمات المنزل اليومية ، عداك عن المنظفات و غيرها ، و أثناء جولتنا التقينا ناصر شاهين ، موظف ، فقال : رمضان كريم لكن ليس على التجار و أصحاب السوق ، و نحن هنا نتحدث عن ارتفاع الأسعار برمضان ، لكن لا ننسى أن الأسعار مرتفعة حكما في كل الأيام ، و عند قدوم شهر الصوم زادت الضائقة و لا نعرف على من تقع اللائمة ، أما جمال المصياتي ، عمل حر ، قال : مع إننا اختصرنا كثيرا من مائدة الإفطار ، لكن حتى على الوضع الحالي لا يمكننا الاستمرار ، و يجب أن يعرف أصحاب الشأن أن التكاليف الرمضانية تضاف للتكاليف الأساسية قبل رمضان ، و الكل يعرف أن وضع السوق بالأساس غير مقبول .
طبعا ما قدمناه في مادتنا ، هو سبر للأسواق في الشهر المبارك ، مع ملاحظة تواجد خجول حتى للجمعيات المجتمعية التي كانت تقدم بحصة ممكن أن تسند جرة .
شريف اليازجي