تحدثنا سابقا عن ظاهرة التسول كظاهرة اجتماعية تحولت إلى آفة تفتك ببنية مجتمعنا ، وعن التطور الذي طرأ عليها والظروف التي رافقت تطورها.
واليوم نحن بصدد نوع جديد من التسول ولعله أخطر أنواعه ، وذلك نسبة لطريقة تلاعبه بعواطف الإنسان ، إنه التسول الالكتروني، فبعد غزو مواقع التواصل الاجتماعي لساعات طوال من يومنا ،ظهر هذا النوع تماشيا مع التطور الالكتروني الذي نشهده، حيث استغل هؤلاء المتسولون النفس البشرية الطيبة في محاولة قد تكون ناجحة لاستدرار العواطف، وبأساليب ذكية في أغلبها ولكن ومع التكرار بات الأمر مكشوفا لمن يدقق وينتبه، وفد تفنن هؤلاء في تسول مشاعر المتابعين و في تحقيق مكاسب مادية ، فبتنا نرى أساليب متنوعة لهذا التسول ، فمنهم من يعرض بضاعة قد يوهم المتابع أنها لأهل بيته لكنه مضطر على تصريفها ليجلب الطعام المزعوم لأسرة مزعومة ووهمية ، ومنهم من يعمد إلى عرض سلعة أو سلعتين من بضاعته بداعي الحاجة أو المرض أو السفر ، ومنهم من …و..وكثيرة هي الحالات التي نراها والابتكارات في أنواع التسول التي تفنن أصحابها في عرض منشوراتهم ،التي اختاروا كلماتها وبدقة ، لكسب المتابعين و وإيهامهم بصحة ما يقولون ، وهنا تجدر الإشارة بان هناك عدد من المحتاجين الذين لجؤوا إلى صفحات التواصل بغية المساعدة عن حاجة حقيقية فكان مايقوم به المتسول الألكتروني يجعلنا غير قادرين على التميز بينه وبين المحتاج وإن بعض الصفحات الساذجة تساعد وبشكل غير مقصود بهذا الأمر ، فالكثير من صفحات التواصل تنشر لهؤلاء المتسولين بنية المساعدة وهم غير مدركين خطورة ما يسهمون به أو ما قد يتسبب من أذية للبعض ، وضررها عليهم ، ومن الضروي ان نكون يقظين بالنسبة لهذه القضية الهامة والتي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي والتي لانعرف مصدرها أو أبعادها ، فهناك أطفال لم يتجاوزوا سن الخامسة عشر الجوال في متناولهم لساعات طوال دون مراقبة، هناك خطر حقيقي عليهم من المتسولين فنحن على غير علم كيف ستتم عملية البيع أو الشراء أو التسليم بعد استنزاف عواطف هؤلاء الصغار ، الذين قد يقعون فريسة سهلة لصائدهم ، كذلك ربات البيوت اللواتي نراهن أكثر المتعاطفات مع تلك المنشورات والتي يدعي معظم أصحابها أنهم من العنصر النسائي ، فنحن لا نعلم حقيقة ما وراء تلك المنشورات وما هو الضرر الذي سيلحق بمن صدقه، هذا ناهيك عن الأموال الكثيرة والمبالغ التي تذهب إلى المتسول الالكتروني ، لذلك لابد أن نكون على قدر كاف من الوعي للحد من هذه الظاهرة الي غزت مواقع التواصل وبلبوسات مختلفة ، فمن يريد المساعدة هناك طرق عديدة لمساعدة المحتاجين تغنينا عن الوقوع في مصيدة المتسول، ولابد من تنبيه بعض صفحات التواصل التي تظن أنها تفعل خيرا ، بـأن تتريث في نشر مثل هذه المنشورات وان تتأكد من حاجة مرسلها ، طبعا تنشرها إما بدافع الشفقة والعطف أو بدافع استقطاب عدد كبير من المتابعين لصفحتها، وهي بذلك تسهم في تقويض بنيان مجتمعنا ، وللأسف فإن معظم من يقع في الشباك من صاحبي الصفحات هم من النساء اللواتي أنشأن صفحات تواصل بغية الربح أو الشهرة ، وإن ذلك يعتبر شراكة حقيقة في استغلال الناس والنصب عليهم .
فالتسول الالكتروني له خطورة كبيرة لما قد تتحول له طرق المتسول الكترونيا والتي قد تؤدي إلى كارثة اجتماعية حقيقة ،علينا أن نعي خطورتها .
الفداء حاضرة شذى الوليد الصباغ