اقام الفنان التشكيلي مصطفى الراشد نجيبة معرضا فنيا في صالة اتحاد الفنانين التشكيليين بمركز مدينة حماة ،يضم مجموعة من اللوحات الزيتية و المائية رسمت بحرفية عالية تعكس طريقة تفكيره و أسلوب حياته ،و ذلك عن طريق التداخل اللوني الواسع الطيف و المساحة الواسعة التي تحتلها الألوان المتداخلة فلا تكاد النظرة إليها تجد مكانا للراحة بسبب الاتجاهات المزدحمة المتداخلة ،و لن تتمكن من تحديد اتجاهاتك رغم اقترابك من اللوحة بشكل عملي، فهي تبتعد كثيرا عنك لتحلق إلى عالم الخيال اللامحدود فتجعلك تعتقد أن الواقع مستحيل و العكس صحيح .
إنها لوحات ترميزية تنضم لعالم السهل الممتنع لتعكس طريقة تفكير الفنان المبدع نجيبة الذي يتأثر بكل ما يدور حوله من أحداث و وقائع حياتية مختلفة فتارة تجدها تضحك و أخرى تجدها تبكي، و قد تثير فيك السخط و السخرية في بعض الأحيان ، إنها ليست مسألة رياضية معقدة بل موسوعة قوانين متداخلة لا حل لها ، بكل لوحة يختار فناننا لونا معينا يحدد نفسيته بتلك اللحظة فتأتي اللوحة بأكملها بنفس اللون مع تدرج خفيف و ظل خجول لأشياء غير مفهومة لا يمكن تفسيرها و لو تجرأت و نظرت إليها بتمعن ستجد نفسك تائها بصحراء واسعة أو في بحر متلاطم الأمواج تبحث عن وسيلة للنجاة دون جدوى فمصيرك محتوم .
أما اللوحات المبسطة الواضحة فهي معدودة و مركونة على أطراف المعرض في زوايا منسية لا حول و لا قوة لها .
أخيرا أقول أعشق الفن التشكيلي رغم أني لم أتمكن من حل رموزه حتى اللحظة .
الفداء – سوزان حميش