(الأدب النسائي) في جلسة نادي حوارات أدبية الثامنة في صالون سلمية الثقافي

ابتدأ مدير النادي الشاعر سليمان الشيخ حسين بتعريف للأدب النسائي أو النسوي ،وأن المرأة كحالة منفصلة عن الرجل ،وقدم الشاعرة ثناء أحمد والتي قدمت دراسة شاملة عن بعض النساء الشاعرات اللواتي كتبن الشاعر عبر العصور من العصر الجاهلي وبالتتالي إلى بقية العصور.
حيث كتبت الأدب النسائي
بعيداً عن المصطلحاتِ و الغوصِ في مفهومِ الأدبِ النِّسائي أو النَّسوي ، ووفق ما وردَ في تحليلاتِ النُّقادِ والباحثينَ في الأدبِ، 
 هو أدبُ المرأةِ بشعرِهِ وَنثرِهِ ، الأدبُ الذي أنتجتْهُ المرأةُ منذُ القَديمِ حتى يومنَا هذا مُتسائلينَ عن قيمتِه فِي تاريخِنَا السَّالفِ و الحَاضر.. 
نحنُ نَعلمُ أنَّ للمرأةِ حُضوراً تاريخِياً أدبِياً منذ العَصرِ الجَاهلِي إلى يومِنا هذا ، ولكن السُّؤال هل أخذتْ حقَها من الرِّعايةِ والإهتمامِ والحضورِ كأدبِ الرِّجال؟ هَل وُثِّقَ إنتاجُها كمَا وُثِّقَ إنتاجُ الرِّجال؟ 
هلْ استطاعتْ المَرأة أنْ تكونَ خارجَ الحِصارِ المُجتمعِي وَالمُجتمع الذُّكوري؟ هل تَقبَّلَ الآخرونِ نتاجَها باحترامٍ بعيداً عن ازدحامِ الانتقاداتِ والنَّيلِ مِنها؟ 
المَرأة منذُ الجَاهليةِ ظَهرتْ كشاعرةٍ وأديبةٍ ولكنَّ القلائلَ منهن اللواتي كان لهن حُضورٌهن مَثيلات الخَنسَاء.. 
ومع ظُهورِ الاسلامِ وَضعَ حُماةُ الدَّعوةِ الإسلاميةِ وحُراسُها الحُدودَ أمامَ الأدب و الشعر أولاً و أمام المَرأة ثانياً فلم تَظهر إلا مَن كانتْ في خِضمِ الدَّعوةِ الإسلاميةِ..داعمةً لها بنقلِها لحديثِ النَّبي و صحابتِه والفقهِ الإسلامِي.. 
فِي العصرِ الأموِي والعَباسِي تَقوقعتْ فِي قفصِ القُصور المَلكيَّةِ لخدمةِ الخَليفةِ كجاريةٍ وأمةٍ
وما الأسماءُ التي ظَهرتْ فِي الميدانِ الأدبِي إلا ممن حَملْن لواءَ مُناصرةِ الحَاكم أو كَانت سَليلةَ نسبٍ ( زوجاتُ و أخواتٰ و بناتُ بعضُ الخلفاءِ من العوائلِ ذاتِ المَكانةِ الإجتمَاعية البَارزة ).
أمَّا من اتبعتْ طريقَ الأدبِ مِن سواهنَ كانتَ غانيةً و غاوية .
فِي الأندلسِ وفي إطارِ تَفتحِ الطبقةِ الأرستقراطيةِ بَدا شِعرُ المرأةِ أكثرَ تَعبيراً وَمع ذلكَ ما وصلنَا لم يكنْ سِوى مقطعاتٍ و أبياتٍ مُتفرقةٍ لولادة بنت المستكفي وحفصة بنت الحاج و حمدة بنت زياد.. 
تُؤكدُ النَّماذجُ العربيةُ المُختارةِ أنَّ كلمةَ( شاعرة) تدفعُ للذِّهنِ الدَّلالاتِ العَاطفيةِ والهِواية ويلاحظُ ذلكَ من العَناوين التاليةِ : 
(أشعارُ النساء ) للمرزباني 
( الإماءُ الشواعر ) للأصفهاني 
( نزهةُ الجُلساءِ في أشعارِ النساء ) للسيوطي 
(الحَدائقُ الغنَّاءُ في أخبارِ النِّساء ) للمالقي 
وبالمتابعةِ نجدُ ابن سلام وضع الخنساءَ ضمنَ طبقةِ أصحابِ المراثِي . والقُرشي في (جمهرةِ أشعارِ العَرب) لم يأتِ على ذكرِ أيَّةِ شاعرةٍ حتى بالمَراثي 
والأصمعي (بالأصمعيات) أوردَ قطعة شعرية لشاعرةٍ واحدةٍ (سُعدى بنتُ الشَّمرذل ) والمُفضل الضبي أوردَ فقط لامرأة من حَنيفة. 
وفي كتابِ( طبقاتُ الشُّعراء ) لابن قتيبة لم يذكر سوى اسمِ الخنساء من بين مائتي شاعر فأين الشواعرُ الأخريات؟ 
و قال قائل : (إنَّ شعرَ النِّساء الجيدِ لا تجتمعُ منهُ إلا صفحَات ).
وفي نهاية الجلسة الأدبية جرت مداخلات من قبل الحضور أغنتها، فقد بين الشاعر عبد العزيز مقداد أن الأدب النسوي موجود قبل العصر الجاهلي،وفي سلمية وتحديدا في القرن التاسع عشر اشتهرت الشاعرة زلفى بنت أمير صبورة وقد درست هذه الشاعرة في كنيسة بحمص، وموهبة الشعر عند النساء موجودة ،لكن سلطة الذكور فرضت أكثر فاندفنت الكثير من القصائد دون أن تظهر.
الشاعر إياد زهرة قال :كانت الآلهة تسمى باسم  المرأة ،فالحياة تستمر بالولادة والإنجاب،وهي مسؤولة عن الاستمرار في الخلق ،والتطور الذي طرأ على الساحة العربية أدى لظهور أديبات تحدت الرجال مثل نوال السعداوي وغيرها الكثير.
الشاعر عدنان الخطيب قال:لماذا الأدب الذكوري تاريخيا أكثر من الأنثوي ،وأم مايخص أغراض الشعر فالغزل والرثاء مشتركان ،لأن المرأة لم تكن ظاهرة اجتماعيا ،ولا تستطيع أن تظهر أهلها أو نفسها، وبرأيه المرأة أبدعت بالعلم أكثر من الأدب.
الشاعر وعد أبو شاهين عدد الشاعرات في العصر العباسي والجاهلي قليل، في القديم كانت الراوية يرافق الشاعر ،أما المرأة لم يكن هناك راوية ترافقها،الآن تفرغت للكتابة وأصبح لها ظهور كبير بسبب الانترنت والفيسبوك.
وكانت المداخلة الأخيرة مع مدير الصالون الشاعر أمين حربا :المرأة ببدايات الإسلام لم تكن منخرطة في المجتمع،حيث كان العرب المسيطرين على الإسلام وكانت المرأة آخذة حقوقها كاملة.
جينا يحيى
المزيد...
آخر الأخبار