الفداء_بقلم رئيس التحرير طلال قنطار
تمرّ محافظة السويداء، بمرحلة شديدة الخطورة، بعد أن أدى الفراغ الأمني إلى تصاعد أعمال العنف من قبل فصائل مسلّحة تابعة للهجري، نفذت عمليات نهب وسلب وحرق، طالت منازل المدنيين من عشائر البدو، وسط مشاهد تهجير قسري وانتهاكات طالت حتى النساء والأطفال.
المعلومات الواردة من مصادر ميدانية، تؤكد أن هذه الأحداث لم تكن نتيجة توتر لحظي، بل جزء من خطة معدة مسبقاً عبر غرفة عمليات خاصة، تهدف إلى إفراغ مناطق كاملة من سكانها، وفرض واقع جديد بقوة السلاح.
محاولة قوات أمنية الدخول للفصل بين الأطراف قوبلت بكمائن مدروسة نفذتها مجموعات تابعة للهجري، ما أدى إلى سقوط عناصر من القوة الأمنية بين قتيل وأسير، مع تمثيل مروّع بالجثث، في مؤشر خطير على تحوّل هذه الفصائل إلى أدوات لتنفيذ أجندات تتجاوز الحسابات المحلية.
في مواجهة هذا الانفلات، أطلق معظم مشايخ العقل المحسوبين على مؤسسات الدولة، دعوات صريحة للأهالي بضرورة التخلي عن عناصر فصيل الهجري، ورفع الغطاء عنهم، محذّرين من الانجرار خلف مشاريع الفتنة والاحتراب الأهلي.
السويداء اليوم أمام لحظة مصيرية، فإما عودة الدولة بكل مؤسساتها، وبسط سيادة القانون، أو الانزلاق نحو فوضى لا تُبقي ولا تذر، يدفع ثمنها الأبرياء من المدنيين.