الريف والمدينة يداً بيد… فداءً لحماة ورحلة التعافي الوطني

 

الفداء _ ناديا المير محمود

لا تبدو حملة «فداءً لحماة» مجرد مبادرة لجمع التبرعات، بل تبدو أقرب إلى عملية استعادةٍ لروح مدينةٍ كان لها دورٌ محوري في الذاكرة الوطنية السورية.

فحماة، التي حملت عبر عقودٍ ندوب المواجهة مع الاستبداد عادت اليوم لتتصدر المشهد من بوابة جديدة، بوابة العمل العام وإعادة البناء في مرحلة يتهيأ فيها السوريون لطيّ صفحة القمع وفتح صفحة الدولة الجديدة بعد سقوط النظام.

الحديث عن حماة ليس مجرد كلامٍ عن مدينة، إنها حاضرةٌ ذات رمزيةٍ كبيرةٍ في مسار الثورة السورية منذ بداياتها، اختزن أهلها تجربةً طويلة من الصمود في وجه منظومة لم تتردد في استخدام كل أشكال العنف.
هذا البعد التاريخي يضفي على الحملة معنى يتجاوز فكرة الدعم المادي، ليصبح بمثابة ردّ اعتبار لمكان ظل حاضراً في الضمير الجمعي للسوريين.

أما ريف حماة الذي كان أحد أهم ميادين الحراك الشعبي، فقد شكل خلال السنوات الماضية شبكةً اجتماعيةً متماسكة حافظت على تماسك المجتمع المحلي رغم قسوة الفترات التي مرت عليه.

لذلك تأتي حملة “فداءً لحماة” امتداداً طبيعياً لدور هذا الريف باعتباره بيئةً قدمت الكثير، ولا تزال قادرةً على المساهمة في مرحلة إعادة البناء.

إن قوة الحملة لا تكمن فقط في المشاريع التي تعلن عنها، بل في الرسالة التي تبثها: أن حماة ليست مدينةً منكوبة تطلب العون، بل مدينةٌ تعود إلى الحياة بجهد أبنائها ومن يناصرونهم، مدينة تتعافى بروحٍ جماعيةٍ وبإرادة تكتب لها بداية جديدة.

وبذلك تصبح “فداء لحماة” خطوةً في طريق طويل نحو استعادة دورها الطبيعي كركيزة في سوريا المستقبل.

وفي السياق ذاته، تحدث وزير الإعلام حمزة مصطفى في منشور عبر حسابه على فيسبوك عن المكانة الاستثنائية لحماة، واصفاً إياها بأنها «أعذب من لحن وأعمق من اسم وأوسع من حيز وأكبر من جغرافيا»، مدينة عريقة ضاربة في التاريخ منذ جذورها الكنعانية والآرامية، حملت على مر العصور دور الحصن والمقاومة.

وأشار إلى أن حماة «لا تستقيم السياسة دونها»، وأنها افتدت سوريا مراراً كما افتدى ريفها الثورة وثبت خطوط الدفاع الأولى، وختم الوزير دعوته بالتأكيد على أن الوقت قد حان لرد دينها الثقيل، وأن الحملة اليوم هي فداءٌ لمدينة أبي الفداء، فداءٌ لحماة.

المزيد...
آخر الأخبار