تحقيق استقصائي يكشف الحرب الخفية لقوات نظام الأسد البائد وميليشياتها على الآبار الجوفية في ادلب وحماة
الفداء_أحمد العلي
نشرت منصة الجمهورية نت على موقعها الالكتروني يوم أمس تحقيق استقصائي بعنوان الحرب على الآبار كيف يؤثر تدمير مصادر الري على سُبُل عيش المجتمعات الزراعية في أرياف إدلب وحماة.
يسلط التحقيق الضوء على عمليات نهب وسلب وتدمير آبار المياه الجوفية في أرياف إدلب وحماة، من قبل قوات النظام البائد إبان سيطرته على المنطقة بين عامي 2019-2024. ويتتبع التحقيق الميليشيات والأشخاص المسؤولين عن عمليات سرقة محتويات الآبار وردمها بعد نزوح المزارعين قسريا عن بلداتهم وأراضيهم في العام 2019.
كما يوضح التحقيق الأثر السلبي على غذاء السوريين، لاسيما أن المنطقة المشمولة بالبحث تغطي بلدات ومدن الزيارة، وقلعة المضيق، وكفرزيتا، وكفرنبودة بريف حماة، والهبيط، وخان شيخون بريف إدلب، وتلك المناطق بالمجمل تُعد من أخصب المناطق بالمزروعات الموسمية والمبكرة خاصة القمح والخضروات إضافة للبساتين الفستق الحلبي والزيتون.

تقول معدة التحقيق رشا شيخ موسى: إن إنتاج التحقيق جاء ضمن منحة تنافسية أطلقتها منصة الجمهورية نت للصحفيات السوريات، ومما شجعني على اقتراح فكرة هذا التحقيق امتلاكي معلومات وفيرة قبل سقوط النظام عن عمليات النهب والسلب والردم، وبعد سقوط النظام أجريت زيارات ميدانية وبحثية للمناطق المذكورة ووثقت حال الآبار والاعتداء عليها.
تضيف معدة التحقيق إن الاعتداء على الآبار الجوفية لم يقتصر فقط على سلب المعدات والتجهيزات، بل تحول لجريمة مخفية تمارسها قوات النظام وميليشياتها والأشخاص المتعاملين معها، إذ عمدت تلك الجماعات على ردم الآبار بالحجارة ومنها بقطع حديدية ومنها بألغام وأسلحة، انفجر العديد منها على الأهالي العائدين لأراضيهم، وتسببت بمقتل مدنيين حاولوا فتح تلك الآبار.
وتؤكد الكاتبة أن إنتاج التحقيق لم يكن سهل لاسيما الوصول والتأكد بشكل قطعي لايدعو للشك من الأشخاص والعصابات التي كانت تعمل على ممارسة الانتهاكات ضد الآبار وبيع معداتها. ولم يقتصر نهب الآبار على المهجرين قسراً بل عملت المجموعات المتورطة بحسب التحقيق على نهب آبار عائلات كانت موجودة في المدن والبلدات في منطقة البحث.
وأدرج التحقيق في طياته وثائق ومستندات من بينها تأكيدات لوجود مقرات للفرقة الرابعة والميليشيات الإيرانية في مناطق عمل التحقيق، الذي أفضى إلى تورط تلك الميليشيات بأعمال السلب والنهب والتدمير.
عشرات ملايين الدولارت تكلفة الآبار بأرياف إدلب وحماة المنهوبة والمسلوبة والمردومة، لايقوى أصحابها على حفرها وشراء معدات لها من جديد، وبالتالي فقدان سلة زراعية هامة وذات أولوية على مستوى سوريا عدا الضرر البيئي.