معاناة مزارعي التفاحيات تتكرر في حماة .. مبيدات زراعية مجهولة المصدر تغزو أسواقنا وتفرض عنوة على الفلاح
تلعب المبيدات الزراعية دوراً لا بأس به في حياة الأنسان ورفاهيته وذلك لأستخدامها في مكافحة الآفات المختلفة التي تهدد الأشجار المثمرة والمحاصيل الزراعية، إلا ان الاساءة في استخدامها يعطي نتائج سلبية على النبات ولأنسان .
وان أهم ما يعانيه مزارعو التفاحيات في المناطق الجنوبية الغربية في محافظة حماه عند اقتراب موعد نضوج الثمار هو الأصابة بذبابة الفاكهة التي تتغذى على الافرازات السكرية للأزهار وافرازات الثمار المتعفنة وتسبب أضرار اقتصادية كبيرة وتصيب أكثر من/٢٠٠/ نوع من الثمار وخاصة التفاح،والخوخ والدراق…
بالاضافة الى معاناتهم من اصابة اشجارهم المثمرة في طور النمو والأزهار والعقد بالأمراض الفطرية وفي مقدمتها مرض جرب التفاح،وفي غياب الترشيد الزراعي ودوائر وقاية المزروعات وغياب الأدوية والمبيدات الزراعية المرخصة يلجأ الفلاح عنوة الى مراكز بيع الأدوية والصيدليات الزراعية الخاصة والتي لا يوجد فيها إلا الأدوية المجهولة المصدر والمنتهية الصلاحية أو الفاسدة .
وهناك أدوية زراعية ومبيدات فطرية مثل أنواع كوروس_سكاي_ديفور_سكور_ وغيرها الكثير وكلها مهربة ومجهولة المصدر يضطر الفلاح لأستخدامها عنوة بهدف الحفاظ على انتاجه وحماية أشجاره من الأمراض السابقة الذكر وعند استخدامها غالباً ما تعطي نتائج عكسية على النبات والثمار والأزهار.
النقطة الأخطر من منا لا يعلم بدرجة أو بأخرى أن للمبيدات أخطارها على صحة البشر وعلى سلامة بيئتهم من هنا يجب أخذ الحذر من هذا الشر الذي نضعه بأيدينا على طعامنا ونرشه بأنفسنا في هوائنا…ولذلك لا بد من مراقبة ومتابعة جميع الأدوية الزراعية والمبيدية الحشرية والفطرية المطروحة حالياً في الأسواق من خلال الصيدليات ومراكز بيع الأدوية الزراعية
مطلوب حل جزري
غياب الأدوية الزراعية والمبيدات الفطرية مشكلة يعاني منها الفلاح وخاصة مزارعو التفاحيات،وفي الواقع فإن هذه المشكلة قد اثيرت في بعض المواسم السابقة وما زالت مستمرة الى الآن دون التوصل الى حل جذري لها برشين_تين السبيل_الحكر
ماذا يقول المزارعون
يقول المزارعون الذين التقيناهم في حقولهم ومن خلال التواصل معهم عبر الهاتف بسبب أزمة انتشار كورونا في قرى _بشنين_وادي العيون_
لماذا تتكرر معاناتنا ،ولماذا تتكرر شكوانا ،في كل موسم_انتاجنا يتلف امام اعيننا وأمام الجهات المعنية وعرقنا يذهب سدى، وأموالنا تهدر وعجزنا يزداد ،والجميع معنا بالكلام والعواطف وعند الجد والعمل لا أحد مع الفلاح المنتج.
ان ما قاله هذا الفلاح أو ذاك كان نتيجة طبيعية لما يحصل له ولغيره هذا الموسم والمواسم السابقة جراء عدم استطاعتهم الحصول على الأدوية الزراعية والمبيدات الحشرية من الصيدليات الزراعية التابعة لوزارة الزراعة أو لأتحاد الفلاحين.
وخلاصة قول هي ان معاناتهم التي يثيرونها في كل موسم تتلخص بصعوبة حصولهم على الأدوية الزراعية الضرورية لمكافحة الآفات والأمراض الفطرية التي تصيب محصولهم من الأشجار المثمرة من الصيدليات الحكومية. مما يدفعهم عنوة لشراؤها من صيدليات القطاع الخاص ومراكز بيع الأدوية المهربة ويرون ان حل مشكلتهم هذه تتم من خلال توفير الأدوية والمبيدات الحشرية عن طريق القطاع العام.
وانطلاقاً من أخطار المبيدات على البيئة والصحة والانسان…وعلى ضرورة استخدامها للحفاظ على الانتاج وحمايته من الآفات والقوارض.
وهنا يطرح السؤال نفسه.
كيف يمكن تحقيق المعادلة التي توفر تأمين السلامة البيئية والزيادة الانتاجية للمحاصيل
ترشيد استخدام المبيدات.
انطلاقاً من النتائج الخطيرة للانتشار الكبير وغير المدروس لأستخدام واستعمال المبيدات والأدوية الزراعية على المحيط الحيوي للأنسان لابد من صرخة نحو ترشيد استخدام المبيدات في أقل حجم أو مساحة ممكنة خصوصاً وان غياب العناصر الفنية وضعف دور الترشيد وغياب دور وقابة المزروعات يساهم في زيادة الخطر والضرر الحاصل خصوصاً وان معظم الفلاحين لا يلتزمون بفترات الامان المحددة لكل مبيد
واخيرأ هل يعلم كل فلاح أو مزارع ان الطبيعة خلقت متكاملة ومتممةلبعضها البعض من حيث الكائنات الضارة والنافعة والمفيدة .
الفداء – توفيق زعزوع