لعل من يقرأ رواية( سنوات الدفلى) للكاتب الأديب هزوان الوز يبحر في صور وحكايا وجدانية تحاكي الحياة بأسلوب سردي جميل حيث الكاتب من خلال فصول الرواية ينقلنا عبر حوارات أبطال القصة إلى مفردات الحياة الاجتماعية الجميلة التي تتسم بالود والمحبة والتآلف الأسري.
سنوات الدفلى هذه الرواية التي استخرجت من معناها تمهيداً للقارئ كي يخوض في عوالم ومفردات الرواية التي جمعت أطياف المجتمع السوري في كثير من الأحيان شاء القدر أن يكونوا تحت راية مهنة مقدسة وشريفة وهي مجال التعليم والتربية.
الأديب الوز: استطاع أن ينقلنا من خلال اللوحات التي رسمها في الرواية التي اتبع فيها كما أسلفت أسلوب السرد إلى عوالم الشخصيات المتنوعة والغوص في أفكارها والمتوافقة مع بعضها في الجانب المهني وهو السلك التربوي.
وإذا ماعدنا إلى عنوان الرواية سنوات الدفلى فلابد من الإشارة إلى أن الدفلى هي نوع من الأشجار التي تزرع في الحدائق والمتنزهات وهي جميلة المنظر وأزهارها متعددة الألوان واخضرارها ذو ديمومة، لكن الكاتب أشار إليها كونها شديدة السمية في أوراقها والتي تقتل، أما السنوات فهي التي مضت من تاريخ الجرح السوري الذي لازال ينزف .
وأراد الكاتب أن يؤرخ هذا التأريخ من خلال مجموعة من الشخصيات التي تشكل فسيفساء سورية الجميلة ضمن بيئة اجتماعية صافية ولعل الأجمل والأرقى دقة التفاصيل والمواقف التي نقلها لنا الكاتب الوز: من مختلف زواياها وهو الذي عايش شخوصها وخبر عوالمها الداخلية بحكم عمله في السلك التربوي لسنين طويلة في محطات مختلفة من العمل الاداري وصولاً إلى رأس الهرم التربوي (وزارة التربية) وننتقل عبر اللوحات الجميلة التي نقرأ من خلالها البراءة والمحبة فيما بين الشخصيات ومجاراة العصر الراهن في المجال التربوي والسعي نحو التطوير اذ يضعنا الكاتب ضمن سرد ندخل إلى مكنونات الأشخاص الواردة ومدى تأثرها فيما يجري في سورية والنتيجة التي وصلنا إليها جراء الظروف التي تمر بها البلاد وبالتالي حالة النزوح إلى العراء هرباً من الموت لكن الكاتب ينقلنا إلى فضاء آخر ومشاهد وحوارات تصف الوضع بشكل دقيق حيث بالإمكان تحويل الرواية إلى مسلسل يحكي الأحداث بشكل يعكس الواقع أمام المشاهد.
ولعل الحديث عن الوطن يثير الشجون والآلام والآمال عندما نسترجع الذكريات والحنين إلى الوطن وها نحن نبحر في الرواية لنقف عند شاطئ آخر مع الشخصيات التي تتناول طبيعة عملها في المناهج التربوية والحوار الذي يلخص أشياء كثيرة للانتقال إلى الجانب المضيء في حياتنا رغم كل ماحصل.
اعتمد تطوير المناهج التربوية على رؤية المجتمع السوري وتطلعاته لبناء جيل واعٍ ومدرك لقضاياه الأساسية وقادر على بناء آرائه وافكاره بناءً علمياً منهجياً من خلال دراسة الواقع وتحليله تحليلاً منطقياً ووضع الفرضيات وجمع البيانات التي تدعم هذه الفرضيات للوصول إلى نتائج ومقترحات تفيد المتعلم في تحسين حياته وحياة مجتمعه من خلال اعداده على حب الانجاز في وطنه واعتمدت هذه الرواية على تحقيق التنمية الأخلاقية والمعرفية والجسدية والاجتماعية والجمالية للمتعلمين وتعزيز الروح الوطنية والقيم الإنسانية للحياة التي تنطلق من التراث العريق للمجتمع العربي السوري ودعم التنمية الصحية والبدنية للمتعلمين وتطوير امكاناتهم ليساهموا بإيجابية في بناء المجتمع وتطوير قدراتهم لإعادة بناء سورية وتزويدهم بالمهارات والمعارف اللازمة لإجراء البحث العلمي ومواكبة سوق العمل لتحقيق التنمية المستدامة والتعلم مدى الحياة.
هامش:
بلغ عدد صفحات الرواية 245 صفحة من القطع المتوسط
يذكر أن للكاتب العديد من الأعمال الأدبية منها:
1- عيون في الخريف (قصص)
2- حكايا طائر السمرمر (قصص)
3- سرير من الوهم (رواية)
4- صباح الياسمين .. صباح الغاردينيا (قصص)
5- كتاب دمشق /حاء الحب.. راء الحرب / (رواية)
6- عصه بحر (قصص)
7- معرض مؤجل اللوحة الناقصة (رواية)
8- معرض مؤجل اللوحة الضائعة (رواية)
9- معرض مؤجل اللوحة الثالثة (رواية)
كما أن للكاتب العديد من الدراسات وأعمال الترجمة الأدبية لمجموعة من الكتّاب العالميين.
وليد مصطفى سلطان