الفداء_ ازدهار صقور
تواجه مهنة تربية دودة القز في ريف مصياف صعوباتٍ كبيرة، بعضها يرتبط بالبيئة ومستلزمات التربية والحصول على البيوض من الخارج، وبعضها الآخر يتعلق بتطوّر صناعة الحرير الصناعي والمنسوجات الجاهزة التي دفعت للاستغناء عن الحرير الطبيعي.
وعلى مرّ السنوات، كافح مربو دودة القز في منطقة مصياف للمحافظة على هذه المهنة التراثية، لكنهم اضطروا في النهاية للتخلي عنها بسبب ضعف الإمكانيات وتدني الأسعار وقلة الاهتمام.
فقرية دير ماما، التي كانت تعتمد على هذه المهنة كمصدر رزقٍ رئيسي لعشرات الأسر قبل عقود، تخلت عنها بعد أن تحولت إلى عبء على المربين.
وأوضح عددٌ من المربين أن أبرز أسباب تراجع تربية دودة القز هو انخفاض سعر مبيع الشرانق وخيوط الحرير، ومنافسة الحرير الصناعي، إضافة إلى غياب جهة رسمية تهتم بتصريف المنتج وتسويقه داخليا وخارجيا بما يتناسب مع الأسعار العالمية.
وأشار المربون إلى غياب الدعم الحكومي لهذه المهنة التراثية رغم أهميتها، مؤكدين أنها ما تزال مزدهرةً في تركيا بفضل الترويج والإعلان والمشاركة في المعارض الخارجية، بينما بقيت في سوريا بعيدةً عن الأضواء .
كما شهدت أعداد أشجار التوت، التي تُعد الغذاء الأساسي لدودة القز، تراجعاً كبيراً بعد أن استبدلها أغلب المربين بأشجارٍ أخرى، ما ساهم في انحسار تربية القز بشكلٍ أكبر.
وبيّن المربون أن تسويق المنتجات والمنسوجات الحريرية بات صعباً بسبب ضعف القدرة الشرائية لدى المواطنين، إذ لم تعد العائلات قادرة على اقتناء الشالات والمناديل الحريرية التي كانت جزءا من الزي الشعبي في المدن والأرياف.
واليوم، يقتصر الطلب على فئة محدودة من الميسورين وبعض السياح الذين ينجذبون لجمال هذه المنسوجات.
يذكر أن، خيوط الحرير التي تنتجها دودة القز تُعد من أجود الألياف وأكثرها قوة ومرونة، وتتميز الملبوسات الحريرية بخفة وزنها ولمعانها وقدرتها على الحماية من البرد، إضافةً إلى فائدتها العلاجية لبعض الأمراض الجلدية الحساسة.
# الفداء