عبد القادر حصرية: انفتاح دمشق وواشنطن سينعكس إيجاباً على الاقتصاد

الفداء _ ناديا المير محمود  

كشف حاكم مصرف سوريا المركزي “عبد القادر حصرية” أن العلاقات السياسية الجديدة مع الولايات المتحدة، ستنعكس حكماً على واقع الاقتصاد السوري”، مشيراً إلى أنها ستفتح الباب أمام مشاريع واستثمارات جديدة، خصوصاً في مجالات النفط والغاز والنقل والبنية التحتية.

وأكد “حصرية” أن هذا الانفتاح “لن يكون على حساب العلاقات مع دول أخرى”، موضحاً أن سوريا منفتحة على جميع الدول، وتسعى للاستفادة من مواردها البشرية وانتشار السوريين في الخارج.

حسب ماورد في لقاء خاص له مع موقع “الشرق”.

اهتمام متزايد من الشركات الأميركية الكبرى

كما كشف “حصرية” أن أكثر من 22 شركة أميركية، من بينها “فيزا”، “ماستر كارد”، “أبوت” و”هاليبرتون”، أعربت عن اهتمامها بالدخول إلى السوق السورية خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى أن الحكومة السورية تسعى إلى تعزيز التعاون المباشر مع هذه الشركات بعيداً عن نظام الوكلاء أو الوسطاء.

وأوضح أن البلاد تمتلك بنى تحتية جاهزة لاستيعاب الاستثمارات الكبرى، ولا سيما في القطاع المالي والمصرفي، داعياً إلى تحويل هذه الفرص إلى مشاريع إنتاجية تخلق فرص عمل، وتدعم النمو الاقتصادي.

تطوير القطاع المالي وتفعيل نظام “سويفت” الدولي 

بدوره أشار حاكم المصرف المركزي إلى أن الحكومة تستهدف مضاعفة عدد المصارف العاملة في سوريا، والعمل على جعل البلاد مركزاً إقليمياً للتمويل الإسلامي، مؤكداً في الوقت نفسه أن احتياطي الذهب لن يُمسّ.

وأضاف أن نظام “سويفت” للتراسل المالي أصبح فاعلاً في سوريا، وأن العمل جارٍ على تشغيله مع البنوك الأجنبية، موضحاً أن ذلك يتطلب إقامة علاقات مصرفية جديدة مع بنوك المراسلة حول العالم، بما يعيد دمج سوريا في النظام المالي الدولي.

خطوة نحو رفع العقوبات واستعادة الثقة المالية 

وأوضح حصرية أن الزيارة الرئاسية إلى واشنطن تمثل دفعة أساسية نحو إلغاء العقوبات الاقتصادية المتبقية، وفي مقدمتها قانون قيصر، الذي ما زال يشكّل عائقاً أمام دخول الاستثمارات الأجنبية.

وأضاف أن العقوبات المفروضة على سوريا “أزيلت عملياً”، ولم يتبق سوى هذا القانون، مشيراً إلى أن المصرف المركزي يعمل حالياً على إعادة فتح حساباته في البنوك الأميركية، وهي خطوة وصفها بأنها “الأهم في مسار إعادة بناء الثقة المالية”.

تحركات خارجية لتعزيز الاندماج المالي الدولي 

كما ذكر “حصرية” أن البنك المركزي سيشارك هذا الشهر في مؤتمر للمصارف الألمانية في إسطنبول، وآخر يضم المصارف الأردنية، إلى جانب زيارة إلى كندا، مبيناً أن هذه الفعاليات تهدف إلى إقامة علاقات مصرفية مع العالم الخارجي.

كما أشار إلى وجود مباحثات مع البنك المركزي التركي والمصرف المركزي السعودي، إضافة إلى ترتيبات لفتح حساب رسمي في المصرف المركزي الإماراتي.

سوريا أمام مرحلة اقتصادية جديدة 

“سوريا تدخل حالياً حقبة اقتصادية ومالية جديدة”، تابع “حصرية” تصريحاته، مشدداً على أن العلاقات مع الولايات المتحدة ستكون “علاقة استراتيجية قائمة على رؤى مشتركة”، وأن المرحلة المقبلة تتطلب رفع مستوى الأداء المصرفي وتعزيز الشفافية ومكافحة غسل الأموال.

مؤكداً أن التموضع الجغرافي والوزن الاقتصادي لسوريا يمنحانها بعداً استراتيجياً في المنطقة، مضيفاً أن البلاد لم تأخذ سابقاً المكانة الاقتصادية التي تتناسب مع إمكاناتها، وأن المرحلة الجديدة تمثل فرصة لتحقيق ذلك.

المزيد...
آخر الأخبار