المرسوم 293… عملة جديدة قيد الإطلاق والقديمة باقية للتداول

الفداء _ ناديا المير محمود:

شكّل صدور المرسوم التشريعي رقم /293/ لعام 2025، المتعلق بولادة العملة السورية الجديدة، محطة وطنية مفصلية في مسار إعادة تنظيم السياسة النقدية، وبداية مرحلة اقتصادية، ونقدية جديدة تقودها الدولة عبر مصرف سورية المركزي، في إطار تعزيز السيادة المالية، وترسيخ الاستقرار بعد التحرير.

ومنح المرسوم مصرف سورية المركزي الصلاحيات الكاملة لتحديد مهل، وآليات ومراكز استبدال العملة، بما يضمن حسن التنفيذ وسلاسة الإجراءات، وحدد الأول من كانون الثاني 2026 موعداً لبدء عملية الاستبدال، على أن تُدار العملية بشكل منظم ومتدرّج يراعي الواقع المعيشي للمواطنين ويحافظ على استقرار السوق النقدية.

وفي هذا السياق، أعلن حاكم مصرف سورية المركزي عبد القادر حصرية عن عقد مؤتمر صحفي خاص يوم الأحد 28 كانون الأول 2025، سيتم خلاله شرح جميع تفاصيل عملية الاستبدال، من المهل الزمنية والمراكز المعتمدة إلى الخطوات التنفيذية، مع إتاحة المجال للإجابة عن استفسارات المواطنين بشكل مباشر، في إطار من الشفافية والشراكة مع الرأي العام.

استبدال تنظيمي لا صدمة نقدية

وتؤكد الجهات الاقتصادية المعنية أن استبدال العملة يندرج في إطار تنظيمي وتقني بحت، ولا يهدف إلى إحداث صدمة نقدية أو الضغط على المواطنين للتخلّي السريع عن العملة المتداولة حالياً.

فالليرة الحالية ستبقى صالحة للتداول خلال مراحل الانتقال، ولا توجد مهَل مفاجئة أو ضيقة، بما يضمن استمرارية التعاملات اليومية وعدم إرباك أنماط الاستهلاك أو التبادل.

لا تغيير فوري في القوة الشرائية

وتشدِّد المصادر المختصة على أن طرح عملة جديدة لا يعني تلقائياً تحسناً فورياً في قيمة الليرة أو في القوة الشرائية، إذ ترتبط القيمة الحقيقية للعملة بعوامل الإنتاج والنمو والاستقرار الاقتصادي. غير أن الأثر المباشر المتوقع يتمثل في تحسين كفاءة التداول النقدي، ومعالجة المشكلات الفنية المرتبطة بتلف النقد وصعوبة نقله وتخزينه، وتسهيل عمليات الدفع والتسوية اليومية.

انتقال منظّم نحو الاستقرار النقدي

في المحصلة، يُنظر إلى استبدال العملة السورية بوصفه خطوة تنظيمية ضرورية لإعادة ترتيب السوق النقدية وتعزيز الثقة بالليرة السورية، شريطة إدارتها بتدرّج وشفافية، ومرافقتها بسياسات إعلامية وقانونية واضحة، بما يضمن انتقالاً آمناً وعادلاً نحو مرحلة نقدية جديدة تدعم الاستقرار والنهوض الاقتصادي.

#صحيفة_الفداء