تُعدُّ المتّة واحدة من اكثر المشروبات شعبيةً وانتشاراً في الكثير من محافظات القطر ، حيث تنتشر على نطاق واسع في المدن والارياف ،وبالرغم مما كُتب أو قيل عن المتة، هل هي مفيدة؟ ام انها عديمة الفائدة. ؟ ما تزال المشروب الشعبي الاول والأكثر تداولاً بين الناس، وغالباً ما تُشرب المتّة بشكل جماعي وخاصة في الصباح الباكر او عند المساء، أو خلال الرحلات والنزهات و … وتشكّل جلسات المتة في البيوت او المتنزهات او المقاهي او …. فرصة واسعة للتلاقي وتبادل الاحاديث لدى النساء والرجال والشباب ، اذ تعتبر الزيارات الصباحية بين الجيران ،وخاصة في ايام العطل والمناسبات من اهم الطقوس التي انتشرت خلال العقود الأخيرة ، البعض يراها مضيعة للوقت وكثرة «للحكي » ونقل الكلام ،والبعض الآخر يرى فيها جوانب إيجابية على الصعيد الاجتماعي والطبي والصحي ، إلا ان الإرتفاع المتكرر والجنوني لسعرها جعل الكثير من الناس يحجمون عن شربها، او عمدوا إلى إطلاق حملات عبر وسائل التواصل الإجتماعي لمقاطعتها نهائياً واستبدالها باعشاب طبيعية ذات فائدة طبية كبيرة مثل « الهندباء،الزعتر البابونج، الزوفا، الزعرور، السنديان و….»ويمكن زراعتها في حديقة المنزل او في اصايص على الشرفات …
هذه الاعشاب الطبيعية وذات الروائح العطرية تنتشر بكثافة في الجبال والارياف ،والبحث عنها وجمعها فيه الكثير من المتعة والفائدة …فالبحث عن هذه الاعشاب في أحضان الطبيعة،هو رياضة وفسحة وسيران وتأمل، وشم هواء نقي عليل ،وتمتع بمناظر جبلية جميلة تبهج العين والقلب.
في ظل الظروف المعيشية الصعبة ، وإرتفاع الاسعار وجشع وتغول التجار، لا بد من إحداث تغييرات جذرية جوهرية في السلوكيات والعادات التي كانت متّبعة عند الكثير من الناس ولعلّ ابرزها شرب المتة وإلى جانبها البزر و….
هذه العادات يمكن تغييرها وضبط إيقاعها، التخفيف منها، وصولاً إلى التخلي عنها كلياً ، لانه من غير المنطقي والمعقول والمقبول ان يكون مصروف المتّة اكبر من اي مصروف ضمن حاجيات الأسرة، وبعملية حسابية بسيطة تحتاج الاسرة متوسطة عدد الافراد إلى اكثر من الفي ليرة سورية يومياً للمتة وبالتالي ستقع الاسرة في عجز مالي كبير …
إن تجاوز هذه العادة بشيء من الإدارة وبكثير من الإرادة مع وجود البدائل الطبيعية ،يساهم في تامين الحاجات الضروريّة لكل اسرة وبسبل ميسرة إلى حدّ كبير.
عندما لا تشرب المتة تكون قد خطوت الخطوة الأولى بالاتجاه الصحيح، وحافظت على دخلك ،وضبطت إيقاع حياتك بشيء من التدبير والتوفير من خلال البدائل الطبيعية المحليّة ذات الفوائد الطبيّة والصحيّة المفيدة.
هي دعوة مفتوحة لتبني العادات المفيدة والتي اصبحت اكثر من ضرورية للإنطلاق في مسارات جديدة للحياة فيها الإرادة والخير والجمال.
*حبيب الإبراهيم