عادات رمضان في حماة بين الماضي والحاضر

 
 تعيش مدينة حماة في رمضان عادات و تقاليد خاصة وبعض هذه  العادات مازالت قائمة حتى الآن رغم الظروف الحالية التي يعيشونها من غلاء الأسعار وظروف معيشية صعبة  ورغم هذه الظروف فأهل حماة الطيبون مستمرون بعادات شهر رمضان شهر الخير والبركة. 
ولنتعرف على بعض هذه العادات كان لنا العديد من اللقاءات مع بعض الأهالي .. 
ام سعيد لديها ٦ اولاد ابنتان متزوجتان وولدان سافرا وابنتان تقيمان معها في البيت قالت :يأتي علينا شهر رمضان واحس بغصة في قلبي واشتاق للمة اولادي بجانبي وخاصة عند الافطار وأتذكرهم بكل تفصيل وحركة وضحكة ومع هذا احاول أن اسلي نفسي وادعو لهم بالسلامة وبالعودة وخلال الشهر ادعو بناتي المتزوجات للافطار معنا وأقوم بتحضير ما تيسر من الطعام والحمدلله رغم إن المعيشة صعبة ولكن نحن نرضي أنفسنا بالقليل لإسعاد اسرتي ونتمنى أن تعود ايامنا القديمة التي لازالت في ذاكرتنا. 
العم مصطفى يتذكر ايام زمان بقوله :رمضان سابقا كان مختلفا كثيرا عن هذه الأيام عندما كنا نلتمس هلال شهر الخير من خلال رجل طيب واسمه ابي عزو احمد الاحدب وظل فترة كبيرة يثبت هلال الشهر الفضيل وقال ايضا في أول ايام رمضان كان أفراد الأسرة المتزوجين وأولادهم يجتمعون عند الوالدين على الإفطار ويكون من طبخ الجدة أو الكنة الأولى في البيت. وتنهد العم وقال :الله يرحم ايام زمان لاننا الآن ومع ظروفنا الحياتية الصعبة نقتصر على السهرة بعد الافطار عند الأقارب أو الزيارة القصيرة لأن كل أسرة لديها ما يكفيها من هموم . 
ام محمد واولادها يحبون الشهر الفضيل وعاداته و تقوم ام محمد بإعداد ما تيسر من الوجبات الرمضانية مثل الشوربة والفتوش  وبعض المقبلات عدا عن الوجبة الأساسية مثل الكبسة أو المقلوبة حسب دخل كل أسرة وقالت : أن سفرة رمضان فيها الخير كله فأحيانا نعد صنفا واحدا ويكفي لجميع العائلة . 
الحجة ام عمر تقول : رمضان كريم وينعاد على بلادنا بالخير كنا سابقا نتبادل أطباق الطعام بين الأهل والجيران ونرسل -السكبة- مع الاولاد قبل أدان المغرب بدقائق لتظل ساخنة وكانت مائدة رمضان غير الان فكانت تتضمن طعاما دسما عدا عن انواع الحلويات مثل الكنافة والقشطلية والشراب الذي يحضر في البيت وخاصة السوس شراب الورد والتوت  وغيرها من الحمضيات مثل الليمون والبرتقال والان مع تغيير الحال اقتصرت موائدنا على تحضير وجبة واحدة أو أكثر حسب إمكانية كل عائلة . 
راما قالت احب شهررمضان والصيام فهو شهر فضيل يهذب النفس ويعلم الصبر وترى الناس كلها في بيوتها بوقت المغرب والهدوء ساد الشوارع والاحياء واحب سهرات رمضان مع الاهل  وصوت المسحراتي عندما ينادي”يا نايم وحد الدايم “حيث نقوم بتحضير السحور سريعا وايقاظ اخوتي قبل فوات الوقت كي يتسحروا قبل أذان الصبح وآخر يوم في رمضان تكون لنا طقوس قديمة جديدة وهي بتحضير بعض انواع الحلويات للعيد . 
ونقول :حماة ام الخير ولن تتغير عاداتنا رغم كل الظروف فأهل الخير مازالت تقدم للأسر الفقيرة المساعدات والوجبات الرمضانية وهي من صفات الحمويين … صحيح أن رمضان سابقا غير الان ولكن مظاهر الخير والبركة لابد أن تتجلى في الكثير من الأعمال الخيرية والأيدي البيضاء ونتمنى أن تعود الحياة ببساطتها على زمن آبائنا وأجدادنا وتعم الفرحة قلوب الفقراء والمحتاجين وان ياتي عيد الفطر السعيد وجميع الأسر والأولاد في فرح وسرور وتتحقق امنياتهم  وشراء ألبسة وحلو العيد باسعار مناسبة لدخل كل أسرة ورسم الابتسامة على وجوه الأهل والاطفال . 
صفاء شبلي
المزيد...
آخر الأخبار