ارتباط المرونة بقوة شخصية الطفل الفارق بين الأجيال يعود لأساليب التربية حصنوا أطفالكم بشخصية قوية من خلال مرونتها
قالت جملة دفعتنا لإعداد مادتنا هذه التي تنطلق و تلامس الواقع يوميا ، و تتعلق بإنشاء أجيال من الواجب أن تكون قادرة على مواجهة ظروف الحياة الصعبة ، لا التمتع بالمظاهر التكنولوجية الكاذبة ، المؤدية لخراب الشخصية كاملة ، و الجملة التي قالتها صبا الرزوق خريجة التربية و علم النفس : ( أطفال و شباب اليوم يفتقدون إلى الشعور بالقوة النابعة من الداخل ، و هي صفة كانت في شباب الأجيال الماضية ) … بعدها دار الحوار حول أسباب الضعف و كيفية البناء .
البداية
تقول صبا الرزوق : القلق الحقيقي حول أجيال المستقبل ، يتعدى فقدان القدرة على التواصل الحقيقي من المجتمع ، و يتعدى قلة الصبر الذي لا يتحلى فيه شباب اليوم ، و أيضا عدو الاحترام تجاه المؤسسة و الأطراف الأخرى عامة ، بل القلق هو من انعدام المقدرة على مواجهة كل الصعوبات من حولنا ، و في كل مراحل حياتنا ، أي افتقاد ( المرونة ) التي تساعدنا على سهولة التكيف مع الآخرين ، و مع الظروف الطارئة و المؤقتة ، لذا نرى هذا الجيل المتهور الذي لم يختبر أي هنات ممكن أن تصقل شخصيته و تبعده عن المثابرة ، أي عدم امتلاكه مقومات شخصية واضحة و مرنة و قادرة على البناء .
أسباب
هنا سألنا صبا : هل هناك أسبابا مباشرة لما نلمسه من فشل ؟ قالت : بالتأكيد ، لان نظرتهم و فهمهم لأسباب المرونة خاطئ ، فمثلا : الصبر ، هو من أهم أدوات خطواتك المثلى في الحياة ، لكن جيلنا الشاب يراه مضيعة للوقت ، و قلة حيلة ، و هو رهينة الضعفاء ، و الأخطر من ذلك فأنه يعتبرونه يحول دون تحقيق الأهداف ، لأنه تعلموا على السرعة الوهمية في حيثيات حياتهم كلها ، بالإضافة لانعدام المسؤولية الشخصية لديهم ، فهم يتجنبون تحمل أدنى مسؤولية ، بسبب ابتعادهم عن الأهداف الأساسية في الحياة ، و لفقرهم لأدوات المعالجة ، لذا نرى معظم أرائهم مبنية على المشاعر السطيحة التي بالعموم تكون بعيدة عن تحمل أي وزر لأي فعل بسيط .
حلول
ما هي أساليب بناء شخصية مرنة لأطفالنا ، سألنا ، فأجابت الرزوق : بدأنا حديثنا عن سبب ضعف شخصية الجيل الحالي ، ليكون الطفل القويم هو من يملك شخصية قوية ، يشعر بكامل قدرته و طاقته ، من خلال صفات تلك الشخصية ، كالصبر و السيطرة على النفس في الطوارئ ، و الفضول ، و الشجاعة و التسامح ، و التقدير ، و الإبداع ، و العدل ، و التواضع ، و القيادة ، و الحماسة ، فهي صفات تحدد تلك المرونة التي نريدها في شخصية أطفالنا ، بالطبع هنالك ممارسات على الأهل تحقيقها ، منها ما نسميه : الإهمال الهادف ، الذي يتخطى تلبية الاحتياجات الأساسية للطفل ، و تركه يخوض معارك حياته البسيطة بنفسه ، فلا يجب أن يكون كالآلة نقوم بتلقينه كل شيء ، و القيام بخطواته كاملة ، لننتظر منه نتائج ثابتة ، أيضا استعمال معه أسلوب رواية القصص الحاملة لعبرة نريد أن يفهمها ، من خلال تحميل أحداث القصة لشخصيات محببة لدى الطفل ، و لا مانع من دفعة للمشاركة بالأحداث أو لغيير في مسار الأبطال فيها ، و عندما ننتقل للمحيط ، يجب أن يعمل الطفل ضمن مجموعات ، تساعده في أدراك احتياجات الآخرين ، و مساعدة من يحتاج ، و تلقي المساعدة من زملائه أيضا ، فالعمل ضمن الجماعة يساعده في تطوير مرونة شخصته .
أعمق
فسألنا : نحن لسنا بجانب الطفل دوما ، هنالك أوقات العمل و غيرها ، كيف نضمن في تلك الأوقات مسيرة صحيحة لما بدأنا به ؟ تابعت صبا الرزوق حديثها قائلة : كل الخطوات مرتبطة مع بعضها ، فيجب توجيه نظر الطفل لجوانب القوة ة ليس لجوانب الضعف ، لنبتعد عن مواطن الضعف عنده و نعزز نقاط القوة ، هنا يجب ان ندفعه بأن يكون ما يشبه المدرب الصغير لألعابه و لحلقة ضيقة من حوله ، نخرج من ذلك بأسلوب مدح ذا مغزى ، وذلك بمدحه عن الفعل الصحيح و من الضروري توضيح سبب المدح ، و لا بد بالتأكيد من أن يكون الأهل القدوة الأولى لأبنائهم ، مع دعم هام و هو ابعادهم عن القلق ، و غرس الطمأنينة في صدورهم ، تبقى الخطوة الأخيرة و الأساسية و هي : استعمال ميزات الشخصية المرنة على أرض الواقع ، لترسيخ كل الاحتمالات الواجبة ، و لأن هذه الميزة تحديدا لها علاقة بشخصية مرنة تتصف بالشجاعة و القوة الأكيدة .
المحرر
هكذا هم الأطفال ، مسؤولية لا يمكن أن ينتهي منها الأهل في أوقات مبكرة ، و هذا هو الفرق بين جيل بناء ، و آخر لا يتحمل المسؤولية ، لكن مسؤولية الأهل تتخطى الاهتمام بأطفالهم ، إلى مشاركتهم في الحفاظ على مجتمع سليم ، تظهر فيه بصمات الجميع .
شريف اليازجي