يحكى أن أمرأة خَرَجتْ ذاتَ يومٍ الى السوقِ لقضاءِ بَعضِ الأعمال فَلما فَرغَتْ من ذلك أرادت ألرجوع الى البيتِ وَكانَت تحمل ابنها الصغير على كتفها وَكان الولد يبكي طول الطريق من غير سببٍ مَعلومٍ وَكُلما أرادت المرأه أن تُسكته ذَهَبت جَهودُها أدراج الرياح وَبينما هي تَسير في أَحد ألآزقة وابنها يبكي على كتفيها وَقد أعياها التعب و الإرهاق صادفت رَجُلا يقف في جانب من الطريق و يلبس عمامة ” شماغ” يلفه على رَأسه فتقدمت منه وقالت له : من فضلك لو سمحت هل تساعدني و تخيف هذا الولد ليسكت؟ فَقال الرجل : “ هذا سَهْله ” فتقدم الرجل من الطفل وأمسكه بكلتا يديه من كلا كتفية ، ثم رَفَعَ ” العمامه” عن راسه ، فبدت له صلعته المخيفة ثم خفض راسه، وجعلها امام وجه الصبي ، وهز راسه ذات اليمين وذات الشمال ، هزا عنيفا ، وصاح بصوتٍ منكر أجش : تررررر؟.” فـَخافت المرأة و وقعت ارضا. ثم نهضت واخذت ولدها وهَرَبت بِهِ، وَهي تقول : ” جبت الاقرع يونسني .. كشف راسه وخوفني” ثم ذاعَ ذلك الامر بين الناس فعجبوا من غباء الرجل وجهله ، وبَلادة المرأه وسوء تصرفها . و أصبح ذلك القول مثلا .
عهد رستم