انتبهوا لبناء شخصية الطفل ابتعدوا عن الخلافات ضمن الأسرة

 
تعد الأسرة هي الوحدة الأساسية للنمو والخبرة ، وهي البوتقة الأولى التي تتم فيها جميع التفاعلات الاجتماعية والحياتية ، بصراحة وبشكل واضح ، حيث يتشارك في هذه التفاعلات كل أفراد الأسرة ، فما يكون واضحاً للأبوين ، يكون مبهماً للأبناء ، لعدم حكمهم الصحيح على الأسباب والنتائج ، لذا يجب الانتباه إلى أي مؤشر أو تفاعل ضمن الأسرة وتوضيحه ، خاصة أن السنوات الخمس الأولى من عمر الطفل هي السنوات الأساسية في تكوين صحته الشخصية.
القدوة
ميادة حنين مهندسة أم لولدين قالت : لم تكن حياتي مع زوجي في البداية مريحة ، بسبب تدخلات عائلية ، وبعد أن رزقنا بابننا الأول ( ماهر ) ، لاحظت بعد سنواته الثلاث الأولى ، بأنه واجم دائماً ، حساس لدرجة مفرطة ، وغير قادر على التعبير عن مشكلاته الخاصة مع بساطتها ، وعندما يعلو صوتنا أنا ووالده ، كان ينزوي في إحدى الزوايا واضعاً يديه في أذنيه ، ومشدوهاً لما يرى أو يسمع ، وعندما تكلمت مع أختي ، أشارت بأن ذلك بسبب العلاقة السيئة مع زوجي ، وأبلغتني بخطورة ذلك ، بأن تلك الصدامات ستكون جزءاً من شخصية وسيم بعد عمر محدد ، هذا ما دفعنا للتخلي عن الشجارات أمامه ، كُرمى لعينيه ، و ساعدنا ذلك شخصياً لنجد طرق أخرى لحل النزاعات العائلية ، وامتلاك مفردات جديدة وصحيحة لتربية طفلنا الثاني.‏
تكامل
وليد موسى  لديه ثلاثة أولاد قال : عملي يتطلب التغيب عن البيت فترات طويلة، وتواجد زوجتي أكثر مني بسبب عملها كمدرسة ، ومع أنها تقوم بكل واجباتها وبأفضل شكل ، لكن لاحظت بعض التمرد من الأطفال، وكنت أحاول ضبطهم خلال تواجدي معهم، لكن كان التزامهم غير كامل، وبالفعل أصابني القلق على مستقبلهم ، وعلى الأوقات التي لا أكون فيها متواجد معهم ، حتى أن أحدهم قامت بينه وبين ابن الجيران مشكلة، تأذيا سوية منها، فعرفت أن تغيب أحد الوالدين عن الأسرة هو السبب، وبالطبع له تأثير سلبي ، ما دعاني لنقل سكنهم إلى المنطقة التي أعمل بها، مُحاولةً في اجتياز المشكلة، بالفعل الأمور حالياً أفضل، لكن استدعى مني ذلك وقتاً طويلاً ، كنا أنا وزوجتي خلاله في توتر دائم على شكل الشخصية التي قررنا رسمها للأطفال.‏
الأخ
صباح و عبد الملك . ج ، قالا : عندما تزوجنا ، قررنا إنجاب طفل واحد ، بالطبع لحرصنا على توفير كل مستلزماته ، هذا يساعد في بناء شخصيته بشكل سليم ، فتوفير المتطلبات، تدفع الهدوء والاستقرار في نفسية الطفل ، ويكون ذلك لنا مساعداً في إكمال خطوات التربية، لكن وبعد حين لم نجنِ ما أردنا في تلك الشخصية الغضة ، وأصبحنا نتهم بعضنا بالتقصير، عندها قررنا الاطلاع على أبحاث تخص تربية الأطفال و تنشئتهم ، وتوصلنا لضرورة وجود أخ لطفلنا ، لأنه وحسب نظريات عدة في التربية ، وجود الأخ يوفر السعادة للأطفال ، بسبب وجود طرف قريب من عمر الطرف الآخر يفهمان تصرفات بعضهما ، ويخلق ذلك جواً من الرغبة في الحياة بشكل عام، ذلك ما يقود للسعادة بكل المفردات الحياتية، ولا يغيب عن ذهننا بأن السعادة هي المنشود الأول لكل منا.‏
المحرر‏
الطفل، ثمرة الماضي والحاضر والمستقبل، من هنا نستخلص أهمية الأسرة، التي تشكل أقدم نظام اجتماعي عرفته البشرية، والتي تشكل الإطار الالتزامي الأخلاقي والمجتمعي لكل أفرادها، وإن كان الطفل أهمها، الطفل الذي يتأثر بما حوله بسهولة، والوالدين هما القدوة الأولى والحسنة للطفل، لذلك علينا مسؤولية كبيرة.‏
شريف اليازجي
المزيد...
آخر الأخبار