منذ زمن ونحن نسمع عن مخترعين سوريين هاجروا لبلاد أوربا وامريكا وغيرها ليسطع اسمهم هناك كأهم مخترع أو طبيب أو مهندس.
ولازلنا نرى الكثير منهم ونلتقيهم في أماكن عمل لاتناسب إطلاقاً مكانتهم العقلية والمبدعة كصاحب محل أو موظف عادي أو عامل باطون أو….
يصدمك بعد نقاش وحوار معه بأن من تتحدث إليه ليس شخصاً عادياً إنما هو باحث ومخترع تم تجميده وتكبيل حياته ضمن موقعه..
محزن بالفعل أن تلتقي مخترعاً أو عالماً يقبع في الظلمة لاأحد من المعنيين يجد له المكان المناسب ليتم الاستفادة من خبراته ومن عقله النير رغم رفض البعض منهم أن يهاجر آملا أن يحتضنه بلده ويفيدها ويعطيها من علمه وإبداعه .
يفاجئنا صاحب مكتبة متواضعة في شارع العلمين بمدينة حماة
بما لديه من قدرات على الاختراع
إنه المهندس محمد بسام شحادة رئيس جمعية المخترعين السوريين الذي يقيم في حماة بينما مقر الجمعية في دمشق …
هو عضو مجلس إدارة( نادي باسل الأسد للفروسية) الحاصل على دكتوراه تقديرية بالهندسة الكهربائية والبحث العلمي والاختراع من (جامعة تركس وكايكوس) التركية 2018، ومجاز بالهندسة الكهربائية من جامعة ساردر في بومباي..
وبعد استفسارنا عن تواجده في المكتبة ولايستمر باختراعاته
يجيبنا بيأس:
هناك إهمال كبير للأشخاص الذين يتمتعون بمقدرات ذهنية كبيرة ويمكنهم النهوض ببلادهم وتطويرها لسنين طويلة عبر بحوثهم أو اختراعاتهم….حيث لاتوجد أية أريحية لهم ما دامت لجان التقيم ترفض الأعمال و الإختراعات الهامة ، بينما تمنح الأعمال التافهة براءة اختراع .
الأمور السلبية
تم تكليف وزارة التموين بمنح براءات الإختراع . وهي ترعى معرض الباسل للإبداع والاختراع..
وتم اعتبار الاختراع كمنتج… فلا توجد أي إيجابية على أرض الواقع حتى المكلفين في (وزارة التموين دائرة البراءات)، ترمي كافة الأخطاء على من تحول لهم الدراسة، وبكل أسف من يدرس تلك الاختراعات ليس له أية علاقة بالاختراع وهم لا يميزون بين البحث العلمي والاختراع .
أمثلة ذكرها المهندس شحادة قائلاً:
تقدم الدكتور (عبد المطلب السح) بتسجيل علامة طبية جديدة ، فقال له أحد الأطباء: لقد بحثت في كل المراجع والانترنت ولم أجد صحتها. وهذا القول يدل صحة ما قدمه الدكتور السح ، لأنه لو كانت موجودة لما كانت علامة جديدة. ورغم ذلك تم تسجيلها بعد معاناة كبيرة وأسماها العلامة السورية ….(أمثالهم هم لجان التقييم)!!!!!.
كما تقدمت أنا وأخي الحاصل على البورد السوري بالجراحة العظمية، باختراع أداة طبية (قثطرة )، ورغم أن المركز الطبي الذي قدمت له 1000 قطعة، قام باختبارها وأعطت نتيجة صحيحة بنسبة 100 % وتم منحه تقريرا موقعا، ورغم ذلك تم رفض الاختراع من قبل (لجان منح البراءات) لأن مستورد مثيلاتها سيقف عمله… مع أن فارق السعر بينهما أكثر من 100 مرة….ورغم العوائق قام المركز الطبي اعتمادها بتقرير طبي رسمي وباشر باستخدامها.
يتابع شحادة ماجرى معه مؤخراً:
كنت مدرساً في المعهد واستقلت من حوالى خمس سنوات وخلال هذه الفترة اتصلت بي جامعة بتركيا وطلبت مني بحثا علميا بعنوان (أكادمية الطفل المخترع)، وقمت بكتابته وإرساله للجامعة وبموجبه تم منحي شهادة دكتوراه مع طلب أن أكون رئيس القسم في الأكاديمية نفسها…
تم رفض السفر بسبب الأوضاع الحالية .وتم عرض المشروع على الشبيبة والطلائع واكتفوا بمحاضرة واحدة للطلائع .وجولة على بعض الثانويات لصالح الشبيبة، ولم نر أي اهتمام من إدارات الثانويات. أما في مقر الشبيبة كلفنا بدراسة المشاريع المقدمة لهم وقد أبدوا كل ما بوسعهم من اهتمام.
( شجون كبيرة بلا فائدة ولا راحة)
تكلمت كثيرا ولم أحصل على أي فائدة ، لذلك قررت الابتعاد عن تسجيل أي اختراع ولكن لا أزال أقدم معلوماتي لأي شخص يستشيرني في المجالات العلمية والاختراع ومن دون أي مقابل.
وإن لم نكن نحن المخترعين ضمن لجان الاختراعات، لن يرى النور أي اختراع ذو جدوى في سورية.
وهنالك أمثلة كثيرة موثقة تثبت عرقلة و إهمال عمل ذات جدوى اقتصادية .
*جنين الديوب