مهرة الشعر . إلى روح المربي الشاعر . عبد الوهاب الشيخ خليل

مُهرةَ الشِّعرِ ! هلْ سمعتِ ســماعي؟
هــلْ تشـــهّى فَتـــاكِ كأسَ الوَداع ؟

أهْوَ شـــيخُ القريـــضِ آثـــرَ كونـــــاً
سّرْمديّـــاً ؟ أم مـــلَّ دنيا الخِـداعِ ؟

شـــهَقَ الحبـــرُ ، وَالدّفاتــرُ ضَجّـــتْ
في ذهـــولٍ ، وَهالَهـــا صـوتُ ناعي

كانَ في الأمسِ للنّـــدامى عميـــــداً
وألـــمَّ الفـــراق بعــــدَ اجْتمــــــاعِ !

أيـــنَ نمضي ؟ واللهُ شـــاءَ المنايـــا
داعيـــاتٍ وَيـــا لهـــا مـــنْ دواعـــي

رُبَّ يـــومٍ يُنــــاحُ فيـــهِ علينـــــــــا
ليسَ نـــدري بحرقـــــةِ الـمُلْتـــــــاعِ

مَنْ تُرى نحنُ ؟ وَمْضةٌ في سـرابٍ ؟
أمْ طيـــوفٌ في خاطـــرِ الأصْقـاعِ ؟

نحنُ أســـرى التّـــرابِ ، وَالعمرُ قَيْدٌ
نتـــداعى في كوكـــبٍ مُتَــــــداعي

إنّ أوْهى الخيـــوطِ حبـــلُ وريـــــدٍ
وَلئـــنْ طـــالَ مُنــــــذرٌ بانقطــــــاعِ

 

يا أخـــا الحــرفِ ! وَالحروفُ ثكالى
والِهَـــاتٌ علـــى شِــفـــاهِ اليــــــراعِ

علّمتْــــــكَ الأرزاءُ أنْ تَزْدَريهـــــــــا
أوَ ترضى النّســـورُ ذُلَّ انْصِيـــــاعِ ؟

وشموخُ النّخيـــلِ أقوى منَ الرّيـــحِ
– منَ السّيـــفِ في يميــنِ الشُّجـــاعِ

قــد عبــرتَ الحيـــاةَ ورداً وَشَـــوكاً
بظبـــاءٍ صَحـــبْــــتـَــهـا وَأفــــــاعي

وَعجنْــتَ الصُّخـــورَ وَالجمـــرَ صَبراً
ورَكبـــتَ البحـــارَ دونَ شــــــــــراعِ

وَطلبـــتَ الحيــــاةَ دربـــاً قويمــــــاً
يأنـــفُ الـحُــــرُّ عنْ دروبِ الضّيــاعِ

ما رأيـــتَ النُّضـــارَ في العُمــــــرِ إلاّ
بارقـــاً خادعـــاً وَسَـــقْطَ مَتــــــــاعِ

وَيليـــنُ الزّمـــانُ بعـــدَ جُمـــــــــوحٍ
وَتجـــودُ السّـــماءُ بعـــدَ امتنــــــاعِ

ظِلْتَ قلباً كالضّوءِ في غَسَـــقِ اللّيلِ
– شـــفيـــفَ الرُّؤى ، نبيـــلَ الطِّبــاعِ

ســـيرةٌ تنبـــعُ السّـــماحـــةُ منهــــــا
سَلْسَبيـــلاً على ظِمـــاءِ الرِّبـــــــــاعِ

خُلُـــقٌ كالسّحـــابِ ليسَ لـــهُ بـــرقٌ
– ســـوى بِشـــرِ وجهِـــكَ السّـطّـــاعِ

إنّمـــا المـــرءُ بسـمـــةٌ مـــنْ ضِيـــاءٍ
تغمـــرُ النّـــاسَ بالسَّـــنـــا اللّمّــــــاعِ

 

هكـــذا يذكـــرُ الزّمـــانُ شِـــهابــــــاً
جـــازَ في أفقِـــهِ شريـــطَ شُــعـــاعِ

فارســــــاً كانَ وَالمهـــارُ قوافيـــــــهِ
– العـــــذارى إلى ذُرا الإبــــــــــــداعِ

حَمَـــويُّ ، وهـــجُ العروبةِ في عَيْنَيْهِ
– طلـــقُ السّمـــاتِ ، رحْــــبُ الذّراعِ

وَالنّواعيــــــرُ لقّنـــتْـــهُ بيـــانــــــــاً
فـــاضَ ملءَ القُلـــوبِ وَالأســـمـــاعِ

وَنــدى الحسْنِ في وجـوهِ الصّبايـــا
هَـــزَّ في الشِّـعـــر زهـــوةَ الـمِـبْـداعِ

فَيَــــرِفُّ القصيـــدُ لحنـــاً أصيــــــلاً
شرفُ الضّـــادِ في الأصيــلِ الـمُـذاعِ

يتشـــهّى الصّفصـافُ طعْمَ حكايــاهُ
– وَأســـمـــارَ صَبــــــوةٍ وَصِـــــــراعِ

وَندامى العاصي عنــــــادلُ تُصــغي
لحـــروفٍ قُمْـــريّـــةِ الأسْـــجــــــاعِ

ترشـــحُ الرّوحُ منْ سَجايــاهُ عطـــراً
في نفـــوسٍ إلى الكمـــالِ سِــــــراعِ

مهنـــةُ الحـــرفِ أرهفتْـــهُ شُـعـــوراً
يسْكـبُ النّـــورَ في قلـــوبِ اليَفــاعِ

فـــإذا أعيـــنُ الطّفولـــةِ وعْــــــــــدٌ
كالمجـــرّاتِ ضَـــوّأتْ في البِقــــــاعِ

وَتســـامَـــتْ تهـــوى المروءةَ تاجـــاً
عربيّـــاً على جَبيــــــنِ السّــبـــــــاعِ

فَـــزها بلبـــلٌ ، ورفّـــتْ هَتـــــــوفٌ
وَرأى مُبصــــــرٌ ، وســـمّـــــعَ واعي

وَذراري حمـــاةَ شبّـــتْ سُيوفــــــــاً
يشـــهَـــدُ الـــرّوعُ أنّهـــا لا تُـــراعي

 

يا أبا الخيـــرِ ! يا نديـــــمَ الأقاحـي
فالأقـــاحي مُهذّبــــــاتُ الطِّبـــــــاعِ

ها ندامـــاكَ اليـــومَ حُـــورٌ فسلسـلْ
مُطربـــاتِ القصيـــدِ للأســمــــــــاعِ

هُـــنَّ يطْرَبْــــنَ للثّنـــاءِ ، وفي سِحْرِ
قوافيـــــكَ غايــــــةُ الإمتــــــــــــاعِ

وبكأسٍ مزاجُهــــــا زنجبـــيــــــــــلٌ
طــافَ ساقٍ طلــقِ المحيّا ، وَساعي

فتـــروّحْ أنفاسَ عـــدْنٍ ، وطـــــوّفْ
حيثمـــا شئـــتَ في نعيـــمِ البِقـــاعِ

كنــتّ تسعى لجنّـــةِ الخلْــدِ سَعيـــاً
فلكَ الله عـــن حميـــدِ المســـــاعي

فلكَ الله عن حميـــدِ المســــــــاعي

فلكَ الله عن حميـــدِ المســــــــاعي

 

رضوان الحزواني

المزيد...
آخر الأخبار