الكثير من تلك التساؤلات تدور في رأسي
لا أعلم لماذا اختارت تلك الطريقة لتجعل من مخيلتي
مكانا يعج بالتساؤلات
ما يجعلني أفكر في نفسي: لماذا هذا الكم الهائل ؟؟ ..
لماذا الآن ؟؟ لماذا كل شيئ بي صامت لا يريد التكلم ؟؟
أول تلك الأسئلة التي تدور في مخيلتي ، أثداء هذه الحياة المسنة التي أصابها التصحر والجفاف ، متى ستعود لتصبح فتية ثانية كي نعود صغاراً ونقتات بها مجددا ؟؟
لماذا جميع النوافذ التي تختبئ خلف الستائر جميعها شاحبة.. لماذا جميعها تئن وتبكي عندما يخلد الجميع للنوم ؟؟
لماذا مات الحب فينا ، هل كان ذلك نتيجة إنسانيتنا المنتحرة في أول الطريق ..
أم أن أرواحنا لم تعد تمتلك القدرة للتحليق مرة أخرى ؟؟
كيف أقنع كلماتي المتهالكة بأن لا تبكي مجددا على عتبة
من يريد الرحيل ؟؟
أحلام الأموات هل دفنت في مقابرهم ، أم أنها تتجول في الليل باحثة عن أرواح أصحابها التي تختبئ في أحضان من يحبون ؟؟
من جعل تلك الأرواح جاثية هناك حتى النهاية ؟؟
ألم تتعب تلك الوحدة من ملاحقتنا في كل ليلة ؟؟
متى سيتوقف السيئون عن كونهم هكذا متى سيكفون عن حماقاتهم بحق الابرياء من الناس ؟
متى سيتصالح القادة ويعود طفل تلك المسنة للحياة ؟؟
متى ستصبح لعبة السياسة القذرة تلك أداة سلام ليعيش الجميع تحت ظلالها ؟؟
متى سيفتح بريد الأموات ليبعث لنا بجميع الرسائل المعلقة التي يرسلها من نحب إلينا لكنها تعلق هناك ولا تصل ؟؟
متى ستمطر السماء ضحكات من نحب عوضا عن
زخات المطر ؟؟
متى سيكف اللون الأسود عن عتمته الدائمة ويشع لنا
بعضا من نوره ؟؟
متى سيكف الناس عن إختياره رداء يعبر عن أحزانهم ؟
كيف قضت كنزتي المفضلة ليلتها الأولى حينما هجرتها للأبد وأستبدلتها باخرى جديدة ؟؟
من الخاسر بيننا أحلامنا المشتعلة في نهاية الطريق ؟؟..
أم نحيبنا المتواصل وأصواتنا الصامتة التي لا يسمع صداها سوى الأموات ؟؟
كيف أرتب بعضا من الجمل التي تقنع طفلا فقد والداه
تحت ركام الحرب بأن السلام آت وسوف ينهض منزله
مجددا يوما ما ؟؟
متى سيكف الليل عن زياراته المفاجأة لي ؟؟
متى سيكف عن كونه ليلا ويصبح مليئا بالنجوم والشموع التي تنير أرجائه ؟؟
من سيصنع لخيباتنا ألوانا جديدة غير لونها الرمادي ؟؟
من سيصنع لها رداء آخر تتباهى به أمامنا ، من سيصنع لها أقداما ناعمة غير تلك التي كانت تقوم بخدشنا في كل مرة تمر بها بجانبنا ؟؟
متى ستكف الحروف عن هرس أصابعنا النحيلة في كل مرة نكتب بها رسالة مليئة بالدموع لأحدهم ؟؟ ..
الحالمون بحياة جيدة غير هذه هل تؤلمهم صفعات الواقع؟؟ أم أنهم يمتلكون خططا أخرى تجنبهم الوقوع بوحل
هذه البقعة ؟؟
كيف لأقدام ضحايا الحرب أن تكف عن الزحف مجددا نحو
هذا العالم القذر ؟؟
كيف لأصابع أقدام الفقراء المتجمدة أن تسامح نعومة أقدام الأغنياء وأحذيتهم الباهظة ؟؟ “
عمر صبحي خالد