الثقافة تجسيد لسلوك حضاري يؤدي دوراً محورياً وهاماً في المجتمع .
خاصة في هذه الحرب المدمرة التي مرت على الشعب والدولة السورية .
وإيماناً من هذه الفكرة دأبت مديرية الثقافة بالرقة على تنظيم مهرجاناتها الثقافية على مدار العام بفكر مؤسساتي منظم. رغم الصعوبات التي تواجهها من مستلزمات العمل في المشهد الثقافي جهدت أن تعيد ألق الثقافة والفكر إلى سابق عهده في درة الثقافة والعلم والمعرفة.
ودرة الفرات تليق بها الثقافة واقعيا ً وتاريخيا ً .. ويشرف التاريخ الأدبي أن يذكر اسمها.
وقد كان لها ما أرادت بدعم لا محدود من وزارة الثقافة
انطلقت تقيم الأمسيات الأدبية والندوات الفكرية، ومهرجانات الشعر والرواية العربية، ومهرجانات الفنون الشعبية ( التراث المادي واللامادي )
وملتقى الفن التشكيلي، إلى الندوات الفكرية والسياسية التسامح والسلام والمحبة الذي تدعو إليه الأديان السماوية مرورا بالمسابقات الأدبية على مستوى الوطن العربي .
وعلى مبدأ روح المحبة والتعاون والمشاركة شاركت مديرية الثقافة بالرقة أكثر من محافظة
فكان بين الرقة وحماة عدة مهرجانات ثقافية وندوات فكرية وما بين الرقة وطرطوس وحماه
مهرجان ( الفرات والعاصي والبحر ) كما شاركت حمص واللاذقية أيضا ً في عدة مهرجانات
وبعد تحرير الريف الرقي الشرقي والغربي بسواعد الجيش العربي السوري البطل
انطلقت المديرية إلى التصدي ومقاومة الغزو الثقافي ..المتطرف التكفيري ذو الأهداف الاستعمارية والعنصرية ،وتنازع الخرائط السياسية في المنطقة .
فأقامت المديرية المهرجانات والملتقيات الأدبية المتنوعة على ضفاف الفرات بمشاركة عربية ووطنية من سورية منها مهرجان العجيلي للرواية العربية ومهرجان الأغنية التراثية وأجنحة الفرات بيوم الطفل العالمي (مهرجان الطفولة الثقافي) ولم ننس دور المرأة السورية أيقونة النصر خلال الحرب كل ذلك دلل بوضوح أن المشهد الثقافي الرقي شكلَّ أكثر من حضور عادي، في إقامة نشاطات فكرية تتصدى للراهن الثقافي بكافة أشكاله، ولتعميم ثقافة المحبة والتسامح والسلام والمواطنة في الوسط الاجتماعي.
لأن الملتقيات الأدبية والمهرجانات الثقافية ليست حدثاً عابراً، وليست مناسبة احتفالية خالية من أية قيمة، بل ذات أثر فكري يبقى للتاريخ، ويساهم في نهضة البلدان، وبناء العقول
ولدى المديرية الكثير من المشاريع الثقافية البناءة في اعادة البناء الحضاري للإنسان.
منها التوثيق الأدبي لأدباء وأعلام الرقة ضمن مكتبة الكترونيا والاهتمام بجيل الشباب ودعم مواهبهم الأدبية والفنية كطاقة متجددة في عمليتي بناء الدولة وبناء الإنسان في حال أتيحت لهم الفرصة والإمكانيات والاهتمام والرعاية والتوجيه لتنمية قدراتهم وطاقاتهم ، وأيضا ً الاهتمام بذوي الهمم العالية ( الاحتياجات الخاصة ) من خلال الرعاية والتوجيه ودعم مواهبهم الفنية والأدبية
لأن التحدي للنهضة الشاملة وإعادة الاعمار والبناء يتطلب منا القيام بالمشاريع التنموية الفكرية وبالفعاليات الثقافية الكبيرة. فالتنمية الإنسانية تتطلب ذلك الاهتمام بالثقافة والعلم والأدب
فلا تنمية بلا تحرير للعقول، ولا معرفة بدون اهتمام فهي بمثابة العتبات الأولى التي نصعد عليها ونسموا في سماء الحضارة الإنسانية.
محمد الأحمد العبدون
مدير ثقافة الرقة