مرض يصيب الكثير من الناس من كافة الفئات العمرية فيجعل المحيطين في حيرة من أمرهم فما هو هذا المرض و كيف نتعامل معه؟
للحديث عن هذا الموضوع التقينا الباحث الدكتور عماد البيطار الاختصاصي بأمراض الاطفال و علاجها فحدثنا قائلا:
تعريف المرض:
الاكتئاب هو اضطراب المزاج الذي يسبب شعورا متواصلا بالحزن، وفقدان المتعة، والاهتمام بالأمور المعتادة، ونقص التركيز. وقد يكون مصحوبا بالشعور بالذنب، وعدم الأهمية، ونقص تقدير الذات. ويؤثر المرض في المشاعر، والتفكير، والتصرفات، ما يسبب كثيرا من المشكلات العاطفية والجسدية، والتي بدورها تؤثر في أداء الأنشطة اليومية. وقد يسبب الشعور باليأس من الحياة، والتفكير في الانتحار، وربما الإقدام عليه في الحالات المتقدمة.
الأسباب وعوامل الخطورة:
التاريخ العائلي،
نوع الشخصية، كأن يكون الشخص كثير القلق، أو يعاني قلة الثقة بالنفس، أو يكثر من لوم ذاته، وغير ذلك.
الإصابة بالأمراض الخطيرة، مثل السرطان.
الإدمان على المخدرات، والكحول.
صعوبات الحياة المستمرة، مثل: ضغوط العمل، والوحدة لفترة طويلة، والتعرض للعنف، وغيرها، قد تسبب الاكتئاب.
الأعراض:
لا يعاني جميع المصابين بالاكتئاب الأعراض نفسها، حيث تختلف أعراضه من شخص لآخر بحسب حدة المرض، ومدة الإصابة به، وبحسب مرحلة المرض. وتصنف الأعراض كالتالي:
أعراض نفسية: الحزن المستمر، ضعف الثقة بالنفس، والشعور بالدونية ،الشعور باليأس، والإحساس بالذنب،الشعور بالقلق، والتوتر. نقص أو انعدام الرغبة أو المتعة بالنشاطات التي كانت تثير الرغبة والمتعة، صعوبات في التركيز أو اتخاذ القرارات.
التفكير بالموت أو الانتحار.
أعراض جسدية:
صعوبة النوم ليلًا، مع الاستيقاظ باكرا أو النوم الزائد ،الشعور بالخمول، وانعدام النشاط. انخفاض الشهية ونقصان الوزن، أو زيادة الشهية وزيادة الوزن الصداع، وآلام العضلات بلا سبب واضح.
التحدث والتحرك ببطء.
اضطراب الأمعاء (الإمساك).
فقدان الرغبة الجنسية.
تغيرات في الدورة الشهرية.
أعراض اجتماعية:
الميل للانعزالية،
عدم الاهتمام بالواجبات بالعمل، أو المدرسة، الابتعاد عن الأهل والأصدقاء المقربين. تعاطي المهدئات والكحول.
هنالك بعض الحالات تصاحبها أعراض مشابهة لأعراض الاكتئاب، مثل: مشكلات الغدة الدرقية، أو ورم في الدماغ، أو نقص الفيتامينات، مثل فيتامين (د). لذلك يجب التحقق من الحالة الصحية قبل تشخيص الاكتئاب.
الفرق بين الحزن والاكتئاب:
عند حدوث خسائر في الحياة قد يصعب على الشخص تحملها، مثل: وفاة شخص عزيز، أو خسارة الوظيفة، أو انتهاء العلاقات، وغيرها. ومن الطبيعي أن يصاب بالحزن، وقد يعتقد أنه قد أصيب بالاكتئاب. وفي الواقع أن الشعور بالحزن ليس كالاكتئاب. فالحزن أمر طبيعي، ويختلف من شخص إلى آخر، ويشبه الاكتئاب في بعض خصائصه، مثل: العبوس، والعزلة، وغير ذلك، ولكنهما يختلفان في نواحٍ أخرى كما في الجدول أدناه:
الحزن
الاكتئاب
رد فعل طبيعي تجاه الخسائر.
حالة مرضية.
الشعور بالحزن قد يكون مؤقتا، ولا يزال الشخص قادرا على الاستمتاع بالأمور الأخرى، والتطلع إلى المستقبل.
يستمر الشعور بالحزن، ولا يستطيع الشخص الاستمتاع، ولا التفكير في المستقبل بإيجابية.
لا يزال الشخص محتفظا بثقته بنفسه.
الشعور بالدونية أمر شائع.
هنالك بعض الأمور التي قد تسبب الاكتئاب لبعضهم، ولكنها تسبب حزنا فقط للآخرين. والتفريق بينهما يساعد كثيرا في تجاوز الأمور الصعبة، ويساعد على إيجاد العلاج المناسب.
متى تجب رؤية الطبيب؟
عند مواجهة أعراض الاكتئاب لأغلب الوقت، ولعدة أيام متواصلة، ولأكثر من أسبوعين.
إذا كان سوء المزاج يؤثر في الحياة اليومية، والعلاقات مع الآخرين.
عند التفكير بالانتحار، أو إيذاء النفس.
التشخيص:
التاريخ الشخصي: سؤال المريض عن حالته الصحية، والتأكد من وجود الأعراض لمدة أسبوعين.
تحاليل مخبرية: قد يطلب الطبيب تحليلًا شاملًا للدم للتأكد من أن الأعراض ليست بسبب مشكلات عضوية.
العلاج:
الاكتئاب بكافة أنواعه وشدته اضطراب قابل للعلاج، وكلما بدأ العلاج مبكرا، زادت فعاليته استخدام الأدوية:
يتم استخدام أدوية تعرف باسم مضادات الاكتئاب، وهي عادةً تتطلب عدة أسابيع (بين أسبوعين وأربعة أسابيع)؛ ليبدأ مفعولها. كما أنها تتطلب الاستمرار على تناولها لفترة تتراوح بين عدة أشهر إلى سنتين في بعض الحالات. ولكن بعض الاضطرابات مثل: النوم، والشهية، تبدأ بالتحسن قبل تحسن المزاج.
العلاج النفسي ووسائل أخرى :
ثبت فعالية معظم أنواع العلاج النفسي في علاج الاكتئاب، ويشمل: العلاج المعرفي السلوكي، والعلاج بحل المشكلات، وغيرهما. وقد يكون العلاج النفسي هو الأفضل، على الأقل كبداية في الحالات البسيطة من المرض.
العلاج المشترك: يشمل العلاج النفسي والدوائي معا، وهو الأفضل في معظم الحالات، وهو ما أثبتته التجارب الطبية.
إرشادات للتعامل مع الاكتئاب:
الحرص على ممارسة النشاط البدني.
قضاء الوقت بين الأهل والأصدقاء، وطلب المساعدة منهم، وتجنب العزلة.
القراءة والتعلم أكثر عن الاكتئاب.
التدوين والكتابة يساعدان على تفريغ المشاعر، والشعور بالتحسن.
تعلم تقنيات الاسترخاء، والتعامل مع الضغوط، مثل: التأمل، واسترخاء العضلات، واليوغا.
تبسيط المهام اليومية، ووضع أهداف قابلة للتحقيق لتجنب الإصابة بالإحباط.
تنظيم الوقت، وإعداد قائمة للإنجازات اليومية ومواعيدها.
تجنب اتخاذ القرارات المهمة عند الشعور بالاكتئاب.
سوزان حميش