داء اللشمانيا ضيف وافد ، استوطن منذ عشر سنوات مدينة سلمية وريفها ، ومع بداية فصل الصيف تزداد الإصابات به ، والتي تتراوح ما بين 60 و70 إصابة شهرياً ، بسبب الحر الشديد وازدياد نشاط ذبابة الرمل الناقلة للداء ،في ظل واقع بيئي سيء يساعد على تشكل بؤر لانتشارها بكثافة ، وتكثف المنطقة الصحية بسلمية ، جهودها وتنفذ حملات رش المبيدات لمكافحتها والحد من انتشارها ، وتعمل الصحة جاهدة مع مجلس المدينة والجهات المعنية لتحقيق البيئة الصحية المناسبة لمنع انتشارها .
البيئة مناسبة للإصابة
صحيفة ” الفداء” وانطلاقاً من حرصها على صحة المواطنين ، ولمتابعة عمل وجهود المعنيين بمكافحتها ، التقينا الدكتور رامي رزوق رئيس منطقة سلمية الصحية ، الذي حدثنا قائلاً : الإصابة باللشمانيا تحدث في حال وجود بيئة غير صحية سيئة ، حيث توجد ذبابة الرمل ، التي تتغذى دم الانسان المصاب ، ومن ثم تنقل المرض لإنسان آخر ، وهي ضيف وافد لمدينة سلمية وريفها ، وموطنها الأصلي مدينة حلب وتسمى / حبة حلب نسبة لمصدرها / واليوم باتت مستوطنة وهناك بؤر انتشار في أحياء المدينة وريفها ،وذلك بسبب وجود عائلات وأشخاص يحملون الإصابة سكنوا واستوطنوا هنا ، وعدد الاصابات تتراوح ما بين 60 و70 إصابة شهرياً ، والإصابات السنوية تصل لحدود 450 إصابة ، وتم تسجيل تراجع بالإصابات ، بسبب المتابعة الدقيقة لجميع الحالات الموجودة ، وتفعيل دور فرق التقصي والترصد بالمنطقة الصحية ، حيث تم تدريب عناصر المنطقة والفرق الجوالة التي تغطي المنطقة وريفها ، على داء اللشمانيا ، وطريقة اكتشافه ، والذي ينص على أن أي اندفاع جلدي يستمر أكثر من /15/ يوماً يعتبر حالة لشمانيا مشتبهه حتى يثبت العكس ، ويتم أخذ لطاخة من مكان الإصابة لمخبر المركز الإشرافي لإجراء التحليل اللازم ، وفي حال كانت النتيجة سلبية يتم علاجها علاجاً محافظاً ، وإذا كانت النتيجة والإصابة إيجابية ، يتم وضع خطة علاج مناسبة بقرار من الطبيب المعالج ، العلاج بالآزوت ، وهو حقن موضع الإصابة بالمادة العلاجية ـ أو الحقن العضلي في حال وجود عدة إصابات بنفس الشخص أو بمكان حساس مضاد للعلاج بالحقن الموضعي .
العلاج مجاني ومتوافر
ويضيف الدكتور رزوق قائلاً : تؤمن وزارة الصحة جميع طرق العلاج مجاناً ، وهي آمنة ومتوافرة دائماً ، وتقدم عن طريق كادر صحي مدرب وخبير ، وتتم متابعة جميع الحالات حتى الشفاء ، مع محيط الإصابة والبيئة والمكان الذي يسكن فيه ، ويتم التنسيق مع مجلس مدينة سلمية لإجراء كشف حسي على الأماكن الموبوءة ، وتقييم الوضع البيئي ومجراء الإصحاح البيئي حسب الإمكانات المتوافرة ، وضرورة إيجاد حل للحظائر الموجودة ببعض الأحياء السكنية ، فهي مشكلة تواجهنا في مكافحة اللشمانيا ، وتنفذ المنطقة الصحية وبتوجيه من مديرية الصحة ، بحملات رش ومكافحة سنوياً ، وحملات الرش العادية التي يقوم بها مجلس المدينة غير فعالة ، والرش يكون من منزل لمنزل وجميع غرف المنزل من الداخل ، وتقوم المنطقة الصحية بحملتي رش سنوياً ، وللعلم اللشمانيا مرض بيئي لا يتحمل مسؤوليته الجهات الرسمية ، ويجب أن يكون هناك تعاون من الأهالي مع الصحة ومجالس المدن والبيئة ، للوصول للإصحاح البيئي ، ومهمة المواطن السلوك الصحيح عن طريق ترحيل القمامة بشكل آمن وعدم تجميع رؤوس الحيوانات في الأماكن المكشوفة ، وضرورة تكليس الحظائر وتهويتها بشكل دائم ، واستخدام الناموسيات ، علما أن نشاط الذبابة مساء وفي الليل ، ومن المهم أن يعلم الجميع بأن الإصابة لا تنتقل من إنسان مصاب لإنسان آخر ، والذبابة هي وسيلة نقل الاصابة فقط .
مجلس المدينة : نكافح
ضمن الإمكانات
وعن دور وإجراءات مجلس المدينة في مكافحة داء اللشمانيا ، حدثنا المهندس زكريا فهد رئيس مجلس مدينة سلمية قائلاً : يعمل مجلس المدينة بالتنسيق مع المنطقة الصحية لمكافحة داء اللشمانيا ، ويسعى ضمن الإمكانات المتاحة لتحقيق الإصحاح البيئي وتأمين بيئة نظيفة ونقل القمامة وترحيلها بشكل دوري ، وعلى نقل الحظائر الموجودة ، بعد تأمين موقع بديل ، فهي مصدر رزق لأصحابها ، مع العلم بأن هذه الحظائر لم تكن موجودة داخل المخطط التنظيمي ، لكن التوسع العمراني والمخطط ، جعلها ضمنه.
ختاماً
من الضرورة أن تتضافر جهود الجهات المعنية وتتعاون مع المنطقة الصحية بهدف مكافحة هذا الداء ، للحد من انتشار الإصابات ، وتأمين بيئة صحية مناسبة ، حرصاً على صحة وسلامة المواطنين . حـسان نـعـوس