أمين ميرزا اسم غني عن التعريف في الأوساط الإعلامية والثقافية والاجتماعية في سلمية, مدينة الفكر والشعر والتعددية الأيديولوجية. وُلد الإعلامي أمين ميرزا في عام 1953 وترعرع في كنف أسرة تعنى بالعلم والمعرفة والثقافة والاهتمام بالشأن العام، وما من شك فيه أن الاهتمام بالشأن العام له دلالة جلية على غيرته على أبناء المدينة وبذل قصارى جهوده في سبيل الصالح العام.
تركت هذه البيئة الأسرية الغنية بصماتها في شخصية أمين ميرزا الفردية والعامة، إذ كونت لديه ثقافة موسوعية عامة, و تعززت هذه الثقافة الواسعة بفعل الصحف والمجلات التي انكب على قراءتها منذ نعومة أظافره في المرحلة الابتدائية, فخلقت لديه هاجس حب الإعلام ورسالته النبيلة التي تتمثل في نقل الصورة الحقيقية لما يدور حوله من أحداث وأنشطة عامة.
نالت الدراسات التاريخية القسط الأكبر من اهتمامه الأكاديمية والمعرفية, فتخرج من جامعة دمشق, كلية الأدب, قسم التاريخ, الأمر الذي أشبع شغفه بالتاريخ وحركة الشعوب بعامة, والتاريخ السوري العريق بخاصة, فقام بتغطية إعلامية لندوة إيبلا العالمية في مدينة حماه, ونشر تقريره حول وقائعها في مجلتي البناء وصباح الخير اللبنانيتين.
وظل هاجس الإعلام ديدن شخصيته الفردية والعامة, فانضم إلى فريق جريدة الفداء المحلية في حماه, التابعة لمؤسسة الوحدة بدمشق وراح ينشط في قسم التحقيقات والزوايا المتصلة بالقضايا الخدمية, وهموم المواطنين اليومية ومطالبهم المختلفة, فأبرز النقاط السلبية وقدم التوجيهات بغية إصلاح الخلل, لأنه يرى في الصحف منبراً لخدمة المجتمع برمته. غير أن الاهتمام بالمطالب المعيشية للمواطنين لم تثنه عن الانشغال بالجانب الآخر للإعلام, إذ كتب دراسات ثقافية وأدبية وتراثية وسياسية تمحورت حول القضايا القومية والوطنية. وبفضل نجاحاته الإعلامية هذه, تم تكليفه بإعداد الصفحة الأولى للفداء, وتمثل هذه الصفحة مرآة الأخبار الرسمية الوطنية والمحلية, فغدت صفحة سياسية إخبارية تعنى بأخبار المحافظة بامتياز.
وما انفك ولع أمين ميرزا بالهم الإعلامي يدفعه إلى الاطلاع على نشاطات العاملين في سلك الإعلام من صحفيين ذوي اهتمامات إعلامية متنوعة, فاطلع على تجاربهم في دوريات مختلفة كالاتحاد الإماراتية, والحياة اللندنية والديار اللبنانية.
ولا ريب في أن سلسة النجاحات التي حققها لم تذهب هباءً منثوراً, إذ تم تكليفه بإدارة دائرة الإعلام بقرار من السيد وزير الإعلام الذي رأى فيه طموح الإعلامي الحق, فصارت دائرة الإعلام مديرية بعد أن كانت مكتباً صغيراً. وأخذ نشاطه الإعلامي يزداد, فراح يقدم المحاضرات التي عنيت بأثر الإعلام بوصفه رسالة تنقل الصورة الصحيحة للمستجدات والوقائع على الأرض, وشجع العاملين في مجال الصحافة على التمسك بأخلاقيات عملهم التي تتمثل في الصدق والابتعاد عن التقليل من شأن الأحداث العامة أو تضخيمها، فالصحافة برأيه موقف صدق وتعبير حر بعيد عن الأهواء الشخصية, وعلى كاهل الإعلامي تقع مسؤولية مواكبة الحدث واطلاع المهتمين على ما يجري, فعين الصحفي ترى الوقائع بتجرد وموضوعية ومنطق يضع المصلحة العامة نصب عينيه, فالحدث هو ما يشغله, وعلاجه هو همه الأول والأخير.
وبإيجاز شديد, أمين ميرزا واحد من وجوه سلمية البارزين والمحبوبين, إذ لا تفوته مناسبات التعازي والأنشطة العامة, وهذا دليل واضح على التصاقه بأبناء مدينته التي أحبها, فأجبته حباً يحاكي حبه لها.
وصفوة القول: أمين والاسم يناسبه, و صدق من قال: “لكل امرئ من اسمه نصيب”, فهو عنوان الأمانة ورمز النزاهة وأيقونة الوفاء لأبناء سوريتنا على امتداد جغرافيتها الطبيعية, فتحية له و نسأل الله أن يمدّه بالعمر الطويل ليتحفنا بعطاءاته الإعلامية المتنوعة.