مع بداية شهر آب وبدء موسم الباذنجان والجوز والفليفلة الحمراء ، يبدأ العمل على تجهيز المؤونة الأحب والأعرق والأكثر انتشاراً عند المواطن ، ولكنها هذا العام قد تكون خارج حسابات الأسرة بعد ارتفاع مكوناتها الأساسية ارتفاعاً جنونياً قد لا يستطيع الكثيرون تحملها في ظل تدني القدرة الشرائية للمواطن .
ارتفاعات
تجهيز مؤونة المكدوس هو الشغل الشاغل للمواطن ليصبح المنزل خلية نحل ، كل له عمله الخاص لتصطف بعدها قطارميز المكدوس متراصة ولا يكاد يخلو منزل من هذه المادة المهمة ، التي تعتمد عليها اعتماداً كلياً في شتائها .
لكن هذا العام قد يختلف عن غيره فأسعار المواد الداخلة في صناعة المكدوس مرتفعة بشكل جنوني، والتكلفة قد لا تتناسب مع دخل المواطن، ولا حتى مع مدخراته، فكيلو الفليفلة الحمراء يتراوح بين ٧٠٠ إلى ١٠٠٠ ليرة ، وعبوة الزيت النباتي طبعاً ٧٥٠٠ ليرة سورية وكيلو الباذنجان مابين ٥٠٠ إلى ٧٠٠ ليرة بحسب نوعه ، وأخيراً الجوز الذي وصل سعر الكيلو منه إلى ٢٥ ألف ليرة ، وبحساب بسيط فإن تكلفة الـ ٢٥ كيلو من المكدوس يتجاوز الـ ٣٥ ألف ليرة ، وترتفع التكلفة بارتفاع الكمية .
خارج حساباتنا
تقول أم يوسف وهي موظفة :
في كل عام كنت أجهز مايقارب ٧٥ كيلو من المكدوس ، لأن لدي أبناء في الجامعة يأخذون مؤونتهم من المكدوس لكنني اليوم بالكاد يمكنني تجهز ٣٠ كيلو نظراً لارتفاع الأسعار، ما يعني التقنين بكل شيء، فالمكدوس الطبق الأساسي على الفطور.
مخصصات لكل فرد
نادر علي رب أسرة قال :
قد ألجا لتقنية الحكومة في التقنين عن طريق فرض مخصصات من المكدوس لكل فرد بالأسرة ، فراتبي لا يغطي احتياجاتي اليومية والتقشف دخل حياتنا بكل شيء نحتاج لقرض مكدوس لتأمينه.
ارتفاعات
طبعاً لا يمكننا لوم المزارع على ارتفاع الأسعار فكل ما يطال الزراعة وملحقاتها من نقل وتعبئة وأجور عمال قد ارتفع ، يقول محمد مزارع مادة الباذنجان :
لم تعد للزراعة أي ربحية أو عائدات علينا ، فنحن نعمل للعمل فقط فالباذنجان يحتاح للسقاية كل ٣ أيام ونشتري المحروقات بالسعر الحر الذي يصل إلى ٦٠ الف للمازوت ومثله للبنزين ، كما يحتاج الباذنجان للبخ لمعالجته من البرغوت وسعره أيضاً مرتفع جداً ، وثم تاتي أجور القطاف من العمال التي بدورها ارتفعت وكذلك أجور النقل و سوق الهال ، كل هذا يرفع من سعر المواد والأمر ذاته بالنسبة للفليفلة .
أين المفر؟
المشكلة أن كل ماحولنا قد أصابه حمى ارتفاع الأسعار ، وإن كنا قد استغنينا عن بعض المواد كاللبن والجبن والقريشة واللحم والأسماك و..و..و القائمة تطول فهناك سلع ضرورية لا يمكن الاستغناء عنها ، كحال المواطن مع صديقه الصدوق وطبقه المرافق لكل الوجبات المكدوس، فهل سيتخلى عنه في ظروفه الصعبة .
ازدهار صقور