النظافة من مبادئ الإيمان الأساسية لأهالي مدينة محردة
، لذلك يقدم الناس كل ما يستطيعون لتحقيق النظافة بكل ما يحيط بهم ، بما في ذلك الشوارع و الأرصفة و كل ما عليها ، واليوم حيث تمر المدينة بأزمة مياه خانقة ، كيف يوازن الناس بينها و بين تحقيق النظافة للمدينة؟.
في البداية لاحظنا أن المدينة لا تزال تحافظ على نظافة شوارعها و أرصفتها ، و للمزيد من الإيضاح أجرينا التحقيق الآتي :
غيّرنا طريقتنا
منى فرح ربة منزل قالت : لن تمنعنا أزمة الماء المقيتة عن القيام بواجبنا اتجاه أهلنا و المحيط ، فقد غيرنا طريقتنا بالتنظيف وبدلنا كميات المياه التي كنا نستخدمها للتنظيف بالمكنسة ذات العصا الطويلة التي نكنس بها الشارع و الرصيف معاً ، ثم نجمع الأوساخ و نحملها بعيداً .
بخاخ الهواء المضغوط
رودي بطرس موظفة قالت :
بالتأكيد نحب النظافة لكننا نراعي الأوضاع المحيطة و الظروف التي نمر بها ، و بما أننا نمر بأزمة مياه خانقة ، فقد اختصرنا استهلاك الماء إلى أدنى الحدود.
وبالنسبة لي أعتمد على بخاخ الهواء المضغوط ، و بهذا الجهاز أنظف الشارع بالكامل ، إضافة إلى الرصيف و كل ما حوله ، من دون أن أهدر نقطة ماء واحدة .
بسطل واحد
راشيل حاصود قالت : نظراً لأهمية النظافة اختصرت كمية الماء الكبيرة التي كنت استهلكها سابقاً ، و حددت لتنظيف الشارع سطل ماء واحد فقط لا غير ، حيث أرش الماء بالتنقيط كحبات المطر، على طول الشارع و الرصيف ، ثم امسحه بالاسفنجة المخصصة لذلك ، وبعدها بقطعة قماش بالية حتى ينظف تماماً .
بكمية بسيطة
أما هشام الحج صاحب دكان سمانة بالسوق الرئيسي فقال : لم نعد نسمح لعامل التنظيفات باستخدام الخرطوم لسكب كميات كبيرة من الماء ، بل صرنا نعتمد على السطل لتحديد
كمية الماء المستهلكة للتنظيف مع قليل من الصابون المعطر ، وببذل المزيد من الجهود نتمم الأمر
ولدى سؤالنا رئيس مجلس محردة جوني الصدير ، عن عدم مشاركة عمال النظافة التابعين للبلدية في عملية التنظيف قال : لا رواتب لعمال التنظيفات ، وقد اعتدنا في مدينة محردة على مشاركة الأهالي باعمال التنظيف نساء و رجالاً ، إضافة إلى أن الناس اكتسبوا ثقافة عدم رمي أي أوساخ في الشارع ، و اليوم وسط أزمة المياه الخانقة التي نمر بها وجد الناس حلولاً و بدائل أخرى تنوب عنها .
سوزان حميش