الشمس ، الداء و الدواء الحذر واجب من تعرض الأطفال للشمس و كيفية الوقاية

 

نلاحظ بين دائرة معارفنا حالتين غير متشابهتين تجاه التعامل مع وجود الأطفال تحت أشعة الشمس ، أولاهما : الحرص الشديد و التام و المتواصل لمنع الطفل بتاتا من التعرض لأشعة الشمس ، في أي حال و في أي وقت ، أما الحالة الأخرى فهي : ترك الطفل قصدا تحت معرضا للشمس دون الأخذ بعين الاعتبار الوقت المناسب ، و الضرر المحقق ، بحجة اكتسابه المناعة ، فما الوضع الصحيح في موضوعنا هذا .
فوائد و حماية
تقدم الشمس فوائدا جمة لجسم الإنسان ، منها فيتامين ( د ) الهام لبناء الهيكل العظمي كاملا ، و لتوازن العمليات الحيوية في الجسم البشري ، إضافة للنمو السليم و إتمام كل مرحلة بشكلها الكامل ، حسب الطبيب حسين ديب اخصائي الداخلية ، و يكمل : لكن مع كل ذلك يجب الحرص في التعامل مع الأشعة ، فالتعرض الدائم لها ، امر ضار بالنسبة للأطفال ، و يجب حمايتهم من التعرض المباشر للشمس في جميع الأوقات ، لأن ذلك يمنعهم من حروق مؤلمة و ضارة ، و ممكن أن يكون سببا أساسيا للإصابة بمرض سرطان الجلد في عمر لاحق ، و للعلم فإن نصف ما نحمله في سن كبير من الحساسية تجاه الوجود تحت الشمس ، عائدا لحالات أثرت فينا بعمر صغير ، لذلك يجب حماية و تنظيم ذاكرة الخلايا في هذا الموضع ، مع الإشارة لوجود أطفال بشرتهم أكثر حساسية من غيرهم ، و بالتالي يكون تأثرهم أسرع ، و إصاباتهم أبلغ .
حذر واجب
و يقول الطبيب ديب : تتعرض بشرة الطفل غير المحمية للشمس ، لضرر واضح ، فعندما نلاحظ لون ورديا على جلده جراء البقاء تحت الشمس لوقت زائد ، فيجب منعه من الأشعة فورا ، و للعلم حتى لو بدا اللون الوردي ظاهرا ، لا يمكن للإصابة أن تتوضح إلا بعد ( 12 ) ساعة ، و للعلم أيضا من الممكن أن تحدث الإصابة خلال ربع ساعة فحسب من البقاء في الشارع المكشوف على سبيل المثال ، و يجب الانتباه إلى أن وجود الغيوم لا يعني الحماية ، فالضرر يكون بالأشعة البنفسجة ، و الغيوم لا تستطيع حجبها ، فما علينا إلا دراسة و الدراية بالوقت المناسب و الاجراءات اللازمة تجاه التعامل مع أشعة الشمس .
حماية
عندما نأخذ الاحتياط اللازم ، نتغلب على الضرر و نمنعه ، فالكريم الواقي من الشمس ، هو أحد الأسلحة في معركتنا لحماية الطفل ، لكن يجب اختياره ذو عامل حماية مرتفع ، و دهنه على أغلب المناطق ، كالأذنين و الأنف و الشفاه و أعلى القدم ، و قبل الخروج بحوالى نصف ساعة ، و يجب أن تكون كمية الكريم وافرة ، خاصة عند الوجود في المسابح و البحر كما هي العادة عند البعض لكسب اللون البرونزي ، إضافة لوجوب ( تعويد ) الأطفال اللعب في الظل ، و عدم التعرض للشمس نهائيا من الساعة ( 11 ) ظهرا حتى ( 4 ) مساء ، لأنه في هذا الوقت يكون الضرر محققا .
أيضا
و هنالك عواملا مساعدة لدرء الخطر برأي طبيبنا : منها اللباس الطويل الذي يغطي كامل الجسد ، لكن بعض الأطفال لا يحبونه ، فيجب إقناعهم به ، من خلال الشرح لفوائده التي تحميهم من الأمراض و الحروق ، أما القبعة فهي من الأشياء المهمة للطفل ، و يجب أن تكون قبع تحمي الأذنيين و الرقبة ، و القبعة الرياضية ذات الواقي الأمامي فحسب ، إضافة للنظارات الشمسية الواسعة لحماية أكبر قدر من الوجه ، و حماية العينين الصغيرتين من الأشعة فوق البنفسجية الضارة ، في وقت التعرض و في المستقبل .
المحرر
نقول أن الأطفال الرضع ممنوع منعا باتا تعريضهم لأشعة الشمس في أي وقت ، و يجب الحذر من الشمس في هذه الأيام ، ليست في أيام الصيف فحسب ، بالإضافة لعدم التعرض لها في ساعات الصباح الأولى ، حيث تكون فيها حزم الأشعة خطرة ، و تأثيرها مباشر ، و تبقى النسائم العليلة و الماء ، من أجمل ما يرافق الطفل أثناء لعبه ، و تحميه من ضرر الشمس ، فلا شك و كما ذكرنا : الشمس دواء ، لكن يجب الحذر في التعامل معها .

شريف اليازجي

المزيد...
آخر الأخبار