ازدياد ظاهرة التسول في حماة وابتكار اساليب جديدة مدير الشؤون الاجتماعية : ضبط 57 حالة ومعظم المتسولين من محافظات اخرى
ولا يخلو شارع من شوارع حماة من هؤلاء الناس الذين يدعون الفقر والحاجة وهم يتلفظون بعبارات التسول بطلب مال أو طعام بطرق عدة ليكسبوا عطف الناس وكرمهم واحيانا كثيرة يمتهنون التسول ببعض الوسائل التي يعتمدون عليها إما بعاهة أو بأطفال صغار لا يبلغون سنة من العمر هنا تأتي مصداقية حال كل متسول أو كذبه هل هو بحاجة للمال ..هل هو فقير فعلا ..أن هذه الظاهرة كثرت في الآونة الأخيرة حيث تراهم على ارصفة الطرقات وفي الاسواق والأماكن العامة والمطاعم وعلى أبواب المديريات الحكومية ومنهم من يستخدم أساليب جديدة يلجؤون إليها مثل مسح زجاج السيارات أو الجلوس على حافة الطريق ومعهم عائلاتهم .
ومن عباراتهم التي من كثرة ما سمعناها حفظناها غيبا : الله يوفقك حق اكل للأيتام ..من مال الله يامحسنين ..منشان الله مية ليرة .. الله يخليلك ولادك عطيني شي لله وان لم تعطيهم فيدعون ويشتمون الناس وعبارات كثيرة غيرها .
الفداء رصدت بعض حالات التسول بحماة من خلال جولتها في الشوارع والأسواق رأينا نسوة واطفالا على مواقف السرافيس وأمام المطاعم وبعضهن يجلسن على الأرض ومنهن معهن أولادهن الذين يدعون أنهم معوقون ونحن رأينا بأم أعيننا حالة لامرأة تجلس امام جامع السلطان بشكل يومي ومعها ابنها شاب في مقتبل العمر تدعي أنه مريض ومعوق وقد شاهدناها صدفة في السرفيس يتكلمون بشكل طبيعي والابن يمشي ولاتظهر عليه أية إعاقة ..اي ان التمثيل أصبح عادتهم .
وهناك نساء يحملن أطفالا صغارا يحملونهم لإثارة الشفقة والعطف من قبل الناس وامراة أخرى جالسة على الرصيف وقد كتبت على كرتونة عبارة ..لدي اطفال ايتام وبحاجة الى مساعدة في اجار البيت وهي ساكتة لاتتلفظ بكلمة ..وغيرها كثر ..علما أن معظم المتسولين من الأرياف اومن محافظات أخرى وايضا رأيناهم في اخر اليوم كيف يجتمعون في مكان واحد ويتسايرون ويتقاسمون الغلة ويتفقون على التسول في أماكن أخرى .
وللاسف هذه الظاهرة أصبحت تعم المحافظة بشكل كبير ولا نرى أي جهة معنية توقفها أو تحد منها وهنا نتساءل ؟ هل هذه الظاهرة منظمة من قبل أشخاص مجهولين أم بشكل فردي وكل منهم وجد الراحة بالحصول على المال بدون عمل أو جهد وامتهن التسول .
ولدى الرجوع لمديرية الشؤون الاجتماعية والعمل بحماة التقت الفداء مديرها كامل رمضان وحدثنا عن هذه الظاهرة قائلاً: ان ظاهرة التسول موجودة سابقاً وازدادت حاليا بشكل أكبر بسبب الوضع المعيشي والاقتصادي وتعود الى نزوح الكثير من الأسر من محافظات أخرى ومن حالات الفقر وعدم وجود معيل لهم والغلاء وارتفاع الأسعار لكل شي وحتى ايجار البيوت التي زادت بشكل ملحوظ وغيرها من الأسباب التي أدت إلى اتخاذ التسول مهنة لهم .
وقال رمضان :أن المتسولين هم مجموعة من الأسر التي تعيش معظمها في مراكز الايواء والمشاعات ومنهم من باقي المحافظات والريف ومنهم من يرتبط بأشخاص يوزعونهم على الشوارع والأسواق و يمتهنون التسول حيث يستخدمون الكثير من الوسائل لاستعطاف الناس ومن هذه الوسائل .. طفل معوق أو شخص مريض ذو إعاقة دائمة ومن الأسر الفقيرة التي لا تستطيع العيش في ظل هذه الظروف يضطر الأهل إلى ارسال أطفالهم أو أحد منهم إلى الشارع للتسول للحصول على المال لحاجته له وايضا لعلمهم أن هذه المهنة سهلة وتدر عليهم أموالا كبيرة بعيدا عن العمل والجهد علما أن الجمعيات الخيرية بحماة تتولى مساعدات لجميع الأسر الفقيرة .
وبين كامل رمضان أن المديرية تقوم بجولات على الأسواق والشوارع مرة أو مرتين في الاسبوع لمكافحة هذه الظاهرة وعندما يتم القبض عليهم يسلمون إلى الشرطة وتنظم الضبوط اللازمة بحقهم، ويحالون إلى القضاء ويكتب عليهم تعهد خطي بعدم التكرار أما الأطفال الأحداث فيحالون الى جمعية حماية الأحداث وبعضهم متسولون أو مشردون كبار في السن أو عجزة يتم تسليمهم الى دار العجزة.
وأشار إلى أنه تم تنظيم عدة ضبوط بحق المتسولين والأحداث منذ بداية العام حتى تاريخه منها ٣ ضبوط و٥٧ حالة تسول ومن الأحداث ١٧ حالة تشمل الأطفال حتى عمر ٦ سنوات و٢١ حالة من ٦ إلى ١٨ سنة ٩ ذكور و١٢ اناث ومن عمر ١٨ سنة ١٩ حالة بين ذكور وإناث وأكثر المتسولين من الريف ومحافظات اخرى وللحد من هذه الظاهرة وبالتعاون مع المديرية للقضاء كلمته ويجب التشدد واتخاذ العقوبة اللازمة بحق جميع المتسولين.
ولنا كلمتنا ..المتسولون كثر وياخذون مساحة من كل شارع أو حي في المدينة نتمنى من الجهات المعنية أن تحد من هذه الظاهرة وتتخذ الإجراءات والعقوبات بحقهم وتأمين فرص عمل للمتسولين الصغار لأن هذه الظاهرة باتت تؤذي المارة بالكلمات والمناظرغير الطبيعية من إعاقة أو تشرد .
صفاء شبلي