هل تعبيرا عن الفرح ؟ أم خوفا عليها و على فقدانها ؟
قررنا الولوج إلى أسباب و ماهية دموع أم العروس في ليلة زفاف ابنتها و ربما فيما بعد ، للوقوف على حالات اجتماعية درجت عليها العادة ، فالأم تبدو سعيدة حزينة ، مرتبكة و متوترة ، قلقة و مطمئنة ، في آن واحد ، لتختلط كل تلك المشاعر و تترجم كدموع تحكي قصة قائمة بحد ذاتها ، من بداية ولادة تلك الطفلة ، إلى كونها ستصبح سيدة مسؤولة أمام شريك حياتها و مجتمعها .
فرحة
سمر موسى ، معلمة متقاعدة ، أم لبنتين تقول : من فترة قصيرة تزوجت ابنتي الثانية ن و لا انسى مشهد دخولها صالة الأفراح و ابتسامتها الملائكية تعلو وجهها ن و ضربات قلبي علت على الموسيقا الصاخبة ، فجأة تجاوزت كل الهواجس و بدأت أدعو لها بحياة سعيدة ، و أذكر يوم فرح أختها الأكبر و خاصة قبله بيوم ، تزاحمت داخلي جيوش من الأحاسيس لم أعرف أفرق بينها ، فأنا فرحة بتلك الطفلة التي كبرت و أصبحت عروسا ، و عندي شعور رهيب بفقدانها من حولي ، و فقدان تجوالها حوالي ، و خاصو عندما أنظر لسريرها الذي بت اتخيله فارغا ، و خفت عليها من غدرات الزمن ، كل ذلك كانت خاتمته دموع لا راد لها ، لكن في زفاف ابنتي الثانية ، اطلقت العنان للفرح على حساب القلق .
مشاعر
غزوة عبد الكريم ، موظفة ، لديها ولد و ابنتين ، تقول : نعم ذرفت دموعا سخية أثناء زفاف ابنتي ، خاصة بأنه الزواج الأول في بيتنا ، و كنت انظر لها دوما و هي تحضر أشياءها ، و أقول : هل ستتركنا هذه الطبية بعد تربيتها كل هذه السنوات ؟ و تذهب مع رجل غريب لا نعرف عنه شيئا ، و حاولت أكثر من مرة محاورتها بهذا ، لكن في النهاية هي سنة الحياة ، و كانت أمنياتي لها بحياة هادئة هي الأقوى ، و لا أخفي عليكم ففراق البنت البكر صعب ، لذا اجهز نفسي من الآن لزفاف البنت الأخرى .
الوحيدة
هنا حالة استثنائية ، حيث أم جمال لديها ابنة وحيدة ، فتقول : بالتأكيد زواج البنت الوحيدة أصعب ممن لديهن أخوات ، و مع إن زواج البنت هو حلم بالنسبة للأم ، لكن فراقها أمرا صعبا ، و من لحظة شراء خاتم الخطبة ، عرفت انني سأكون في موقف لن أحسد عليه ، خاصة بأن علاقتي مع ابنتي تتميز بالصداقة أكثر من علاقة ام بابنتها ، لذا اشترطت على زوجها ألا يسافرا خارج البلاد بعد الزواج ، لتكون قريبة مني و استطع زيارتها و الاطمئنان عليها في أي حين ، و مع ذلك سيكون فراقها صعب بالنسبة لي .
مع مختص
فيروز المحمود ، خريجة جامعة تربية و علم النفس تقول بعدما سألناها عن أسباب اختلاط مشاعر أم العروس حيال زفاف ابنتها ، و هل تتشابه ردات الفعل : يوم الزفاف يعد من أهم الأيام على الصعيد الأسروي و الاجتماعي ، فردات الفعل تتشابه من حيث الشكل ، أما الأسباب الداخلية تختلف ، فبداية ينطلق الشعور مما كانت تمتلكه سيصبح في يد أخرى ، من ناحية أخرى فهي كانت تتفقد أحوال ابنتها يوميا و اليوم ستفقد هذه الميزة بسبب الزواج و بطبيعة العشرة تتشكل قصة صداقة بين الأم و البنت ، هنا هذه الصداقة مهددة حسب رأي الأم ، إذا هي مجموعة من الظروف تتدفع للإحساس نفسه ،و من ناحية أعمق تتعلق بطبيعة الأم ، هل هي أنانية و متملكة ؟ أم متفهمة و واسعة الطيف الفكري ، بالإضافة لشكل العلاقة الزوجية بين الأهل ، فإن كانت ناجحة ، فالتأثير سيكون إيجابيا ، و العكس بالعكس يذكر ، و بالعموم هنالك ثلاثة أنواع من شخصيات الأمهات ، تختلف فيهن الانفعالات ، الأم المسيطرة و الأم العاطفية ، و الأم اللامبالية .
المحرر
يبقى الفرح فرحا ، حتى و لم يطال الأطراف كلها ، و تبقى فرحة العروس بالفستان الأبيض خاصة بها ن لكن الأهم أن تكن حياة الشريكين يؤطرها التفاهم و الانسجام و الصدق و المحبة ، لتكون أسرة فاعلة حقيقية صحيحة و صحة في مجتمع قويم .
شريف اليازجي