في مساء يوم السبت ١١/٩/٢٠٢١ وعلى مسرح قصر الضيافة كان الحدث الكبير والحفل الفني والمشهدية الراقصة بعنوان (مدارات الفنون) لفرق فنون اليوبيل وبحضور جماهيري ضخم ناسب ضخامة العرض المتنوع بين الكورالات الموسيقية والرقص الشعبي والتعبيري ، فكانت البداية مع الفرقة الموسيقية وكورال الأطفال و(عل الروزانة)البداية لتتوالى الأغاني بعدها والتي ألهبت الحضور غناء وتصفيقا (عل المية..طالعة من بيت أبوها….و…) تراثية متلونة بين السورية واللبنانية وبمصرية كان ختامها ليبدأ عرض الفرقة الموسيقية وكورال الكبار مكملا مع المايسترو الفذ ناجي حمود ربان المسرح ، ليتمايل الحضور طربا مع( حبايبنا ونسم يانسيم علينا) و…وبغناء جماعي تارة وثنائي تارة أخرى أو فردي بأغان من الزمن الجميل ، لم يكن اختيارها عبثيا بل مدروسا وبدقة عالية وقد تجلى ذلك من خلال القيم الجمالية والإنسانية التي باحت بها الأغاني المختارة ، ليبدأ بعد ذلك الشق الثاني من العرض وهو الرقص التعبيري الهادف لتكريس مواطن الجمال ليهتز المسرح تحت أقدام فريق الأطفال واليافعين للفنون الشعبية فبالرغم من صغر سنهم قدموا عرضا متناسقا منسجما في الأداء مجسدين إبداعات الطفولة وعفويتها ودقة التنظيم ووضوحه، لتكون الفقرة الأخيرة مع فرقة الكبار والعمل الاستعراضي رحلة أصيل وذهب الذي رسم لنا ملامح مدرسة فنية ذات جذور تمتد في تربة الفن، وتثبت ذلك بثمارها،رحلة أصيل وذهب قدمت رسالة وهي أن الفن رسالة وأن فرق اليوبيل استطاعت تقديم فنون ورقصات لتراث مختلف البلدان لتؤكد على قدرتها وتميزها بلدان مختلفة (إيران ..طاجكستان ..باكستان ..الهند..دول عربية ) وبحرفية عالية، وإن ماقدمته أكد على تلك الرسالة ذات الشقين الأول للفن رسالة واحدة مهما اختلفت الشعوب والثقافات والثاني أن فرق اليوبيل قادرة على أداء الرقصات الشعبية لمختلف البلدان وبمستوى فني عال وواحد بل تصاعدي من خلال تأدية الرقصات لمختلف البلدان بسوية واحدة وعالية وبإتقان شديد .
وبالرغم من امتداد العرض لساعتين ونصف إلا أن الوقت كان خفيف الظل لم يشعر به الحاضرون فلحظات الفرح التي زرعتها الفرق جعلت الوقت يمر سريعا دون ثقل .
كل شيء كان متقنا منظما فكان ذلك من أهم عوامل نجاح هذا العمل الضخم المقدم على مسرح قصر الثقافة ، بالإضافة إلى التدريب المدروس وقد تجلت ثماره على خشبة المسرح وبالرغم من الأعداد الكبيرة للفرق الموسيقية والكورال إلا أن توزيع الأدوار والمهام كان دقيقا وجليا وساعد في انسيابية العرض ونجاحه ، ومما كان ملفتا تنوع الأعمار والذي أثبت لنا أن الفن والموسيقا للجميع صغارا وكبارا وللجميع حق المشاركة والإبداع ، بالإضافة إلى شعاع الفرح الذي بعثته ابتسامة الصغير قبل الكبير من المشاركين سواء بالفرق الموسيقية أو الرقص التعبيري ، كل ذلك يؤكد ضخامة هذا العمل ، من سلمية جاؤوا إلى نواعير حماة مع قوس قزح رسموه بابتسامتهم وبصدى صوتهم ووقع خطواتهم .
وعن مدارات وفنون حدثنا سامي طه مدير الثقافة “طبعا هذا العرض هو بعنوان مدارات الفنون وهو عمل فني ثقافي أقيم بالتعاون بين مديرية الثفافة في حماة وفرق اليوبيل شهد النشاط حضورا جماهيريا كبيرا كان نكهة اللقاء وتضمن اللقاء تنوعات كثيرة من مختلف أنواع الفنون سواء كان في مجال الموسيقا أو الرقص التعبيري ، وأجمل مافيه أنه تضمن أجيالا مختلفة ولم يقتصر على جيل المبدعين والمحترفين بل تضمن أجيالا عدة قدمت بشائر واعدة بأن هذه الفرق سيكون لها حضورا كبيرا جدا على مستوى مسارح محافظات القطر بكاملها ،طبعا هذه الأنشطة التي تقدمها مديرية الثقافة سواء متفردة أو بالتعاون مع جهات مختلفة دائما تهدف إلى إيصال رسائل الثقافة وأن تقول إن الثقافة هي الأمل وأن الإنسان السوري الذي يجسد دائما الحضور الإنساني إن كان عبر تاريخه أو حاضره أو مستقبله الواعد هو الإنسان الذي يتحدى دائما وينتصر وهو إنسان لايستسلم لأي استهداف واليوم كانت هذه الاحتفالية عبارة عن أضمومة من الأعمال الفنية الفنية والثقافية استقبلها الجمهور بتصفيق وإعجاب ونعد الجمهور بأن القادم أجمل وطالما أن هناك فكرا وثفافة وجمالا بهذا الشكل الذي قدم اليوم فسورية بخير وستنتصر ولاخوف عليها.”
هذا وكان لابد أن يكون للفداء وقفة مع المنسق العام لهذه الفرق رانيا القصير التي أجابتنا عن عدد المشاركين بلغ عدد المشاركين مئتي مشارك تقريبا توزعوا بين أربع فرق كورال الموسيقا للصغار وكورال الموسيقا للكبار أما الفنون الشعبية لدينا فرقة اليافعين وفرقة الكبار، ولدى سؤالنا لها عن الحضور ومديرية الثقافة أجابتنا بأن مديرية الثقافة عمدت إلى تقديم كل التسهيلات اللازمة لنا لتقديم هذا العرض”
كما كان للفداء وقفة مع غيث محفوض مدرب فريق الرقص التعبيري لفرقة اليوبيل صاحب خبرة العشرين عاما من التدريب ولدى سؤالنا له عن رحلة أصيل وذهب والهدف منها أجابنا(هي تعريف للجمهور وللراقصين بأننا لثلاث سنوات نعمل ونقدم عروضا في مختلف البلدان ومنها البرتغال والمحافظات السورية ، واليوم أحببنا أن نشارك الجمهور بشيء ربما لم يروه من قبل وهو تراث لبعض دول أوربا الوسطى والشرقية.
وعند سؤالنا له هل كان المقصود من رحلة أصيل التأكيد على وحدة رسالة الفن رغم تعدد الثقافات؟ أجابنا” نعم الفن يحمل رسالة واحدة والفن هو لغة يفهمها الجميع ونحن قد سافرنا وقدمنا عروضا خارج سورية وإن الجمهور من أي دولة سيفهم الموسيقا رغم عدم فهمه للغة المحكية للرقصة وماذا تقدم وهذه كانت رسالتنا لهم “
وختاما ومن منبر الفداء نتمنى أن تتكرر تلك الأعمال القيمة التي ترسخ عراقة الفن وقيمه .
شذى الصباغ