يقال في الأمثال الشعبية : ” إن الماء تكذب الغطاس” ، وهذا تماماً ماحصل بعد إعلان وزارة الزراعة ، تقديم المازوت كدعم للفلاحين من أجل سقاية محاصيلهم ، ليفاجأ أكثرهم أنهم غير مشمولين بالتوزيع وأن فئة محددة من المزارعين فقط، هم من سيحصلون على هذه المادة ،فبدؤوا بتقاذف الاتهامات بينهم وبين المسؤولين عن التوزيع ظناً منهم أن العلة تكمن فيهم ، فيما وضح الطرف الآخر الأسباب وأرجعها للمربع الأول ، للقرار ذاته الذي أعطى البعض وحرم البعض الآخر.
حرمان فلاحي جب رملة
حُرمَ الكثير من فلاحي منطقة جب رملة التابعة لجمعية قرين الفلاحية ، من حصتهم من المازوت المخصص لدعمهم للأعمال الزراعية من سقاية وفلاحة وغيرها ، بعد أن كانت أعلنت وزارة الزراعة بدء توزيع المادة عليهم ، وأجمعوا على أن أراضيهم تقع خارج خط الري ، بعد أن جاء في القرار أن الاراضي المروية من خط الري لايتم توزيع المادة لها ، ولكن الكثير من أراضي منطقة جب رملة وقراها خارج خط الري لكنهم لم يحصلوا على حصتهم ، ولدى مراجعة الجهات المعنية تبين أن مزارعي الدخان فقط هم من حصلوا على المادة من دون غيرهم من منتجي المحاصيل الأخرى.
توزيع غير عادل
رئيس جمعية كنفو الفلاحية قال : إن القرار جاء مجحفاً بحق الفلاحين ، وقد خلق مشكلات كثيرة بينهم ، فالتوزيع خصص فقط لمزارعي التبغ ، وهذا فيه غبن لبقية مزارعي المحاصيل الأخرى ، والتي لاتروى نراضيهم من خط الري ، وهم نسبة كبيرة لم يحصلوا على حقهم بالمادة.
كميات قليلة
وأضاف رئيس الجمعية : كميات المازوت التي وصلت قليلة جداً وقد تم توزيعها لمزارعي التبغ حصراً ، بمعدل ٥ ليترات للدونم ، وهناك دفعة ثانية سيتم توزيعها لاحقاً ، وطبعا لمالكي الأراضي التي لا يصل خط الري إليها .
ونعلم أن هذه الكميات قليلة وأن التوزيع غير عادل ، فمزارعو الخضار والأشجار المثمرة حرموا منها مع العلم أنهم يشترون المازوت بالسعر الحر لري محاصيلهم ، إذ يبلغ سعر اللتر نحو ٣٥٠٠ ل.س ، وهو ما أدى لارتفاع أسعار المنتجات بشكل كبير ، كما أن هناك عمليات أخرى يحتاج فيها الفلاح للمحروقات ، لكن نحن ننفذ التعليمات ولا يمكننا التوزيع بشكل عشوائي وعلى الجميع ، رغم أنهم يستحقون الحصول على المادة لعملياتهم الإنتاجية .
إنتاج بلا دعم
يقطعون جناح الطائر ثم يطالبونه بالطيران والتحليق ، وهذا تماماً ماحصل مع الفلاح حيث يحرم من الدعم بالمواد الضرورية للعمليات الزراعية كالمحروقات والسماد والبذار والمياه والكهرباء ، ثم يطالبونه بإنتاج وافر وبأسعار زهيدة ، كيف ستتم المعادلة التسلسلية وتكون صحيحة في حال فقدان حلقة منها ، فكيف يمكن أن نسمي هذا العام بعام القمح وبالمقابل لا نوفر أدنى مقومات نجاحه ، كل شيء بالأمل إلا الأرض ومنتجاتها بالعمل ، وكل الخوف وبعد هذا الإهمال للفلاح أن نصل لمرحلة الملل وهجران الأراضي من قبل أصحابها.
ازدهار صقور