ليست المرة الأولى وقد لا تكون الأخيرة ، يرتفع سعر السماد ، ففي كل يوم ومع مطلع كل شمس قرار جديد تنعكس آثاره السلبية على الفلاح ، ثم تبدأ كرة الثلج بالامتداد وتكبر لتصل إلى المواطن وقد طرحته أرضاً.
إنها الأسمدة
إنها الأسمدة التي طالتها ارتفاعات متتالية بالأسعار خلال السنوات السابقة، بدأت بعشرة بالمئة، وتجاوزت 300% لاحقاً، حتى أصبح سعر كيس اليوريا اليوم 69200 ليرة، والسوبر فوسفات 58850 ليرة، ونترات الأمونيوم 40400 ليرة، وسلفات البوتاس 90000 ألف ليرة.
كلام مع الريح
وبعد هذه الارتفاعات الحديث عن دعم الزراعة بعد الآن كلام يذهب مع الريح.
خارج الدعم
رغم الوعود الكثيرة والكبيرة بتأمين كل احتياجات الفلاحين الزراعية ودعمهم ، إلا أن ماحدث هو عكس ذلك فلم نشهد سوى عجز حكومي ، بتأمين أدنى مقومات الزراعة ، البذار أحياناً والسماد تارة والمحروقات دائماً ليبقى الفلاح وحده يعارك صعوبات تأمين مستلزماته ، وهو ما انعكس بشكل خطير على عزوف الكثيرين عن الزراعة وهجرة الأراضي أو لزراعات بديلة أقل كلفة، وما خذلاننا بعام القمح سوى عينة بسيطة عما حدث ويحدث.
قرار جائر
عدد من رؤساء الجمعيات في حماة أجمعوا على أن قرار رفع أسعار الأسمدة مصيبة حقيقية للفلاح الذي انتكس خلال السنوات الأخيرة بعدد من القرارات والارتفاعات المتتالية.
وأكدوا أن انعكاسات القرار سلبية جداً على المحاصيل الزراعية ، وعند رفع السعر سيحجم المواطن عن الشراء، وتكون الخسارة الكبرى للفلاح، مايضطره لرفع سعر منتجه وبالتالي ارتفاعات متتالية للسلع، وهنا يمكن القول أن الدعم لم يعد موجوداً أصلاً .
تشاؤم
لم يتفاءل أغلب الغلاحين من الفترات السابقة لكنهم باتوا اليوم أكثر تشاؤماً، وعلى حد قولهم: إن مايلوح في الأفق بات واضحاً وهو إهمال غير مسبوق وإرادة واضحة لخسارة الفلاح وهجره لأرضه لصالح الاستيراد والمستوردين والتلاعب بالأسعار ، فلم يعد أحد يعنيه الفلاح وإنقاذه، والنية سبقت العمل منذ بداية القرارات الجائرة والارتفاعات المتتالية .
وهو ما وضح اليوم حيث استغنى الكثير من الفلاحين عن أراضيهم ومحاصيلهم لغلاء مستلزمات الإنتاج وعدم استقرار السعر، سواء الأسمدة أو المازوت أو البذار، فضلاً عن أجور العمل في الأرض، وغلاء البنزين للدراجات النارية التي تقل الفلاح إلى أرضه.
ماذا بعد؟
الزراعة اليوم مهددة وتدق ناقوس الخطر بهجرها وخروج كثير من الأراضي الزراعية عن الإنتاج .
حماة وريفها الخصب والتي كان ريفها سلة سورية الغذائية تحتضر وقد كانت على المنفسة ويبدو ان رفع السماد يعني قطع الأوكسجين عنها فيما يسمى الموت الرحيم .
ازدهار صقور