تصبح على حب.
-تصبحين على قلبي.
أغلقتُ برنامج الواتس اب، ونظرت إلى ساعة جوالي كانت الساعة بلغت الخامسة فجراً ،لم أشعر بأننا بقينا نصف نهار وليل ونحن نتحدث مر الوقت سريعا كطائرة لكنه حلوٌ يشبه الحب .
وضعت الجوال بجانبي محاولاً النوم ،ما إن أغمضت عيني حتى سمعت صوت إطلاق نار من المدفع 23 استغربت لماذا يُطلق النار ،والهدوء يعمُّ المنطقة .
نهضت مسرعاً لأخرجَ من الغرفة التي قمت بإنشائها أنا ،وزملائي منذ شهر تقريباً اتجهتُ صوب رامي المدفع 23
ناديت عليه :
يا رجل لماذا ترمي ما بك! ألا ترى لا توجد نسمةٌ تدل الخطر!
رد عليِّ بحدة : اصغٍ السمعَ جيداً ، ثم عاتبني على الرمي.
وضعت يدي خلف أذني لثوانٍ نظرت نحو زميلي:
معك حق إني أسمع صوت دبابة ثقيلة قادمة صوبَنا.
عدّت مسرعاً إلى الغرفة لبست الجعبة ،ووضعت الجوال في جيبيي حملت سلاحي وخرجت مع زملائي .
توزعنا كلُّ واحد خلف ساتر ،وأصبحنا جاهزين لخوض المعركة.
كان معين بجواري يضع يده على الزناد ،وقد سدد سلاحه صوب الجهة التي يأتي منها الصوت مضت بعضُ الدقائق لتظهرَ من جهة الشمال دبابةٌ بدأت تطلق نحونا ، وخلفها قطيعٌ جراد يرتدون الأسود.
بدأ إطلاق النار أطلقت مخزناً كاملاً على الدبابة ،وبدأ الجراد الأسود يتقدم، والمسافة بيننا تقصر نظرت نحو معين كان يطلق النار من بندقيته عاودت إطلاق النار مضت نصف ساعة تقريباً أصغيتُ السمع ساد هدوء مخيفٌ.
فجأة حضرت قوات المؤازرة ، وصار يحيى بجانبي الذي سألني /بعدك عايش يا زلمي / ثم استدار ،ومشى نحو ساتر قريب مني .
عادت ،واشتعلت المعركة بيننا ،وبين المسلحين بعد أن كانت قد انتهت ،وخلت منهم أرض المعركة رميت سلاحي من يدي ،ومددت يدي ،وأخذت سلاح معين الذي أصابته رصاصة قناص كنت أسمع صوت أنفاسه عدت وسددت البندقية حاولت أن أطلق منها لكن دون جدوى حاولت مرة ثانية وثالثة كأن السلاح لا يعمل بيد صاحبه فتوقفت تنتظر يد معين حين شعرت أن اليد التي وضعت على الزناد ليست يده رميتها بجانبي ، وعدت لبندقيتي .
رحت أُطلق الرصاص على الجراد الأسود الذي يتقدم وبات بيني، وبينهم أمتار لا أكثر التفت إلى الدبابة لم تكن في مكانها نظرت نحو السواتر الأربعة زملائي قد انسحبوا سحبت جهاز اللاسلكي المعلق على خصري :
سيدي الجراد صار على بعد أمتار ردّ علي الضابط المسؤول: أحرقوهم.
سيدي سيدي ،وانقطع الاتصال عاودت إطلاق مخزن آخر لكن الجراد أصبح بوجهي سحبت جهاز اللاسلكي :
سيدي الجراد الجراد ردّ علي : نسّقْ مع زملائك انقطع الاتصال.
نظرت إلى معين ناديته معين معين كان وجهه ينام على الساتر حملت بندقيتي ،وانسحبت خطوةً للأمام خمسين للخلف حين وصلت الحاجز سارع إلي بعضُ الزملاء الذين جاؤوا للمؤازرة وتمّ حملي إلى السيارة .
في اليوم التالي اجتمع الضباط المسؤولون وتمّ وضع خطة للهجوم على الجراد ،وتحرير المنطقة التي سيطروا عليها.
كنت أولَ من حمل سلاحه ،وانطلقنا أنا وزملائي .
فاجأنا الجراد من حيث لا يعلمون وتمت هزيمتُهم سارعت إلى الساتر لأجد معين مازال ينام على وجهه ناديت على زملائي فتم حمله إلى سيارة الإسعاف تقدمت إلى الساتر الآخر حيث كان يحيى ، كان جسده عند الساتر مقطوع الرأس اقتربت منه حضنته بين ذراعي حملته ،وسرت إلى سيارة الإسعاف .
مضى يومان على المعركة فتحت الجوال انتقلت إلى الواتس اب قرأت :
صباح الخير أين أنت لِمَ جهازك مغلق حين تقرأ رسالتي أرسلْ وردة لأطمئن عليك ،وبعدها بساعات كانت قد أرسلت رسالة أخرى تقول فيها: سمعت الأخبار ،والمنطقة التي أنت بها تعرضتْ لهجوم مسلح حبيبي حين تقرأ رسالتي اكتبْ لي وضعت الجوال على يساري وبندقية معين على يميني
الخامسة فجراً من يوم آخر أصغيت السمع جيداً كنتُ أسمع صوت يحيى .
نصره ابراهيم