” البطاطا” لحمة الفقير تغادر مائدة المواطنين * بـ 300 ليرة يشتري التجار الكيلو ويبيعونه بـ 1800 *العرض قليل والطلب كثير

 
 يوماً بعد يوم تفقد المائدة السورية بتوقيتاتها المختلفة أصنافاً عدة كانت الطبق الرئيسي فيها ، فعلى وجبة الافطار التي استغنى أغلب المواطنين عنها فقد المكدوس كالطبق الأساسي،  بعد أن صارت أسعار مشتقات الحليب من جبن ولبن ولبنة وسواها لا تطال  ،  وكذلك الزيتون اليوم.
 أما الغداء ففقد كل أنواع اللحوم ، وحتى وقت قصير كان بالإمكان الإبقاء على لحمة الفقراء “البطاطا”  إلا أن أسعارها هي الأخرى بدأت بالطيران والتحليق حتى وصل اليوم إلى ٢٠٠٠ ل.س للكيلو الواحد
                ارتفاعات
  بعد جولة قصيرة في سوق الخضار تعرف بأن مبلغ ١٠ آلاف ليرة بالكاد يمكنه أن يكفي لتحضير طبق لعائلة مكونة من ٤ أشخاص ، وبحسبة بسيطة فإن راتب الموظف يكفي لوجبة واحدة مدة أقصاها ٨ أيام طبعاً  ،  وكما قلنا لشراء خضار لطبخة الغداء في حال استغنى المواطن عن وجبة الفطور وبقية حاجياته اليومية .
             الوضع صعب
   يقول رامي : أنا موظف ولدي خمسة أطفال جميعهم في المدارس بصفوف مختلفة ، وبعد أن استطعنا إقناعهم بعدم ضرورة الفواكه إلا فيما ندر  ،  كالرخيصة منها كالتفاح في موسمه ، فقد بات تأمين وجبة الغداء معاناة يومية ، كان الاعتماد الأكبر على البطاطا كونها الأرخص والألذ ، لكن اليوم بعد أن وصل سعر الكيلو الوحد إلى ٢٠٠٠ ل.س بات الوضع أصعب، راتبي لا يصمد ولا يكفي لتامين احتياجات العائلة الكثيرة وأهمها الطعام فيمكن الاستغناء عن الكثير فيما عدا طعام العائلة بحدوده الدنيا .
        لم تعد لحمة الفقير
  كذلك تحدثت سهام حيث قالت : 
البطاطا كانت ملجأنا الوحيد حيث يمكن تحضيرها بأشكال مختلفة،  وتصلح كوجبة إفطار وغداء، لكن الآن بعد ارتفاع سعرها لم تعد البطاطا لحمة الفقير  ،  فقد ابتعدت هي الأخرى لتصبح للطبقة الراقية، كان الله في عوننا .
            من البرادات
 عدد من محال سوق الهال أكدوا أن  الارتفاع الحالي بسعر البطاطا يعود لعدة عوامل  ،  منها انتهاء العروة الصيفية والربيعية، وعدم بدء موعد جني العروة الخريفية، ويتم الاعتماد على المخزون والبرادات.
              قلة العرض
  
  تاجر آخر قال : من منتصف الشهر التاسع ولنهاية العاشر تكون هناك قلة في الخضار مع انتهاء العروة الصيفية، وبالتالي قلة في العرض، ما يؤدي لارتفاع الأسعار، وبالمطلق فأسعار الخضار جميعها مرتفعة . 
              تبريرات 
         أصحاب البرادات 
  أصحاب البرادات الذين اشتروا البطاطا من الفلاح بأسعار رخيصة جداً تقارب ٣٠٠ ل.س في موسمها يبيعونها اليوم ب ١٨٠٠ ل.س للكيلو لكن مبررهم أن التخزين يحتاج لتكاليف كبيرة وبشكل دائم  ،  وخصوصاً بأن التبريد يحتاج لوقود نتيجة انقطاع الكهرباء الدائم  ،  وأسعار الوقود مرهقة ومرتفعة مايجعل تكاليف تبريد الكيلو الواحد مرتفع أيضاً .
   وأخيراً نقول  : لم يعد في قواميس اللغة أي كلمات وعبارات تعبر عن المعاناة التي نعيشها اليوم  ،  فالواقع  لا يدعو للتفاؤل  ، ولكن أملنا بالانفراج القريب دائم الحضور .
                   ازدهار  صقور
المزيد...
آخر الأخبار