من طلب الدفء سحب قرضاً أسعار الألبسة الشتوية تفوق قدرة المواطن

 
   لفت انتباهي وأنا أسير في سوق مصياف حديث  لفتاتين وقفتا أمام أحد المحال وبألم قالت إحداهما  لرفيقتها :  ” شو بدنا نلبس ” بعد أن رأت سعر الجاكيت الشتوي الذي وصل الى  ٥٠ الف ليرة وأكثر .
     كما تمتلىء صفحات التواصل الالكتروني بدعايات للملابس الشتوية من كنزات وبجامات وجاكيتات ولشدة فضولي بمعرفة الأسعار بت أتفاعل لمعرفة السعر وهنا كانت الصدمة ، فلم أسأل عن قطعة إلا وبدت امارات التعجب على وجهي من هول ما أراه من أسعار تبدأ من الـ ٥٠ ألف ليرة  ولا تقف عند حد الــ ٨٠ ألفاً.
           الحذاء بأجر شهر 
   في تعليق جميل لإحدى الفتيات قالت : لقد وجدت أن راتبي كاملاً بالكاد يشتري  حذاء شتوي .
               أسعار نار
دون خجل وعلى مرأى الجميع وضعوا  أسعارهم وطبعوها على أوراق بخط كبير   ،  وغالبيتها تعادل راتباً وبعضها يحتاج لراتب شهرين بلا أكل أو شرب حتى  إذ تجاوز أسعار بعضها الـ100 ألف ليرة.
               اتهامات
ما يخص ارتفاع أسعار الملابس الشتوية  ،  كل طرف يلقي باللائمة على الطرف الآخر وتصب في نهاية الأمر بالقرارات الحكومية الأخيرة وارتفاعات أسعار البنزين والمازوت الصناعي الذي رفع كل شيء على حد قولهم.
            بلا إحساس
   اتهامات متبادلة بين التاجر والزبون الذي يريد شراء قطعة من الملابس الشتوية ، يبلغ سعرها نصف راتبه رغم أنها صناعة وطنية رديئة على حد قولهم،  أما الافضل منها فيحتاج لأكثر من ذلك.
                 تبريرات 
   يقول أحد الباعة:  إن سبب الارتفاع هو ارتفاع مستلزمات صناعتها بدءاً من تأمين القماش حتى توزيعها وقد تضاعفت الأسعار بعد ارتفاع أسعار المازوت الصناعي.
         يتجولون فقط
   ويضيف صاحب محل آخر :
الحركة ضعيفة جداً الكثيرون يدخلون ويتجولون ويسألون عن الأسعار ونحن نرى المفاجأة على وجوههم ثم يخرجون دون أن يشتروا شيئاً.
             إقبال ضعيف
  من جانبه، يوضح بائع آخر  أن الإقبال ضعيف هذا الموسم بسبب تراجع القوة الشرائية للمواطنين، وغلاء أسعار مختلف السلع والضغوط الكبيرة على الأسر  ،  ما جعل الملابس لا تحتل أولوية لديهم مقارنة بالأكل ومصروفات المدارس وفواتير الكهرباء والغاز والمياه.
        تحولت لكماليات
   صاحب محل جملة لتوزيع الملابس يقول : تراجعت مبيعات الملابس الشتوية من ٥٠ إلى ٨٠ % خلال الموسم الجاري، بسبب ضعف القوة الشرائية للمستهلكين وارتفاع أسعار الملابس الشتوية هذا العام، ويبدو أن الملابس أيضا تحولت لكماليات عند البعض.
           الأمطار في صالحنا
  رغم أن الامطار خير السماء  ،  لكن تأخرها وتأخر البرد نعمة للفقير تقول منى ــ وهي موظفة ــ وتبين أنها جاءت لشراء ملابس الشتاء لأبنائها لكن الأسعار مرتفعة للغاية، وبلغ سعر الجاكيت من ٢٥ ألفاً وحتى ٥٠ ألف ليرة ، أما الكنزة فتبدأ من ١٢ ألف ليرة  ،   مضيفة أن الأسعار مرتفعة جداً ومن لديه أسرة من 4 أبناء يحتاج ميزانية كبيرة للملابس الشتوية.
    
               مرتفعة
  
علي طالب جامعي  يبين أنه  جاء لشراء الملابس الشتوية من سوق مصياف  ،  وهناك محل يقصده دائما لأن ملابسه مضمونة وغير مغشوشة وراقية،  ويتم تسليم فاتورة لها، لكن الأسعار مرتفعة جداً  ،   موضحا أن كان يريد شراء أكثر من قطعة فاضطر مع ارتفاع الأسعار للاكتفاء بجاكيت واحد والاعتماد على ملابس شتاء الأعوام. 
           البالة أيضاً 
  البالة ليست أفضل حالاً فالارتفاع طالها أيضاً بعد أن كانت مقصد العائلات متوسطة الحال وكان سعر الجاكيت فيها لا يتجاوز الـ ١٠ آلاف و ١٥ ألف ليرة  لكنه اليوم قفز إلى ٣٥ ألف واكثر  ، وكذلك الأمر بالنسبة للكنزات والبناطلين .
               من أين  ؟
  تقول لمى  :  في العام الماضي اشتريت جاكيتاً شتوياً مبطناً بسعر ١٢ ألف ليرة  ، و اليوم بات سعره ٣٥ ألفاً في محل البالة ، من أين يمكننا تامين المبلغ ورواتبنا لا تتعدى الـ ٨٠ ألفاً .
            حلول بديلة 
بعد أن تأقلم المواطن مع الغلاء بات عليه إيجاد حلول بديلة لوضعه ، وهذه الحلول وجدت بنا يسمى التبادل فتجد على صفحات التواصل دعوات لمن لديه ملابس لا يحتاجها لاعطائها لمن يحتاج وأيضاً اتجه البعض لملابسه أو ملابس أفراد أسرته وبقليل من الإصلاح عند الخياط وجد لنفسه قطعة شتوية مقبولة 
          تصغير وتعديل
  
  رنا أحمد قالت : فتشت خزانة والدتي فوجدت بعض القطع حملتها إلى محل الخياطة وبقليل من الإصلاح من تصغير وتعديل باتت قطعاً شتوية جيدة ومناسبة .
        تنتظر فتح البالة 
طالبة أخرى تنتظر أن تفتح قريبتها البالة لتأخذ جاكيتاً شتوياً بالتقسيط لأنها أكثر جودة مما هو موجود في الأسواق .
           حسب التكلفة 
حماية المستهلك بدورها تؤكد أن الملابس محررة أي أن تسعيرتها طبقا لتكلفة الإنتاج التي يبينها التاجر  ،  وتتم المخالفة في حال  البيع أعلى من التسع
يرة أو للبضائع المهربة.
               ما الحل؟
  الفجوة اتسعت مابين حاجات المواطن وبين مدخوله ، ولا يلوح في الأفق فرج قريب أو حل أكيد ، والدائرة تضيق على رقبة المواطن الذي نتفت ريشه احتياجاته الكثيرة حتى ماعاد قادراً على ستر جسده ببعض ما يقيه برد الشتاء.
           ازدهار  صقور
المزيد...
آخر الأخبار