كتب الشاعر عبد الغني حداد يصف جلسة مع الشاعر والباحث محمد عدنان قيطاز قائلاً: هل يغيب الزمان والمكان…وأجيب أجل…فقد نسيت الزمان والمكان في جلسة لا أمتع ولا أسمى ولا أكثر تشويقا في حضرة الشاعر والبحاثة والمؤرخ الصديق الغالي محمد عدنان قيطاز ….فقد كانت جلسة مسروقة من الزمن ..بل لعلها من أجمل هدايا الزمن …وإذا كان للطائرة صندوق أسود يضم حقائق الطائرة ويحتفظ بها فلمدينتنا حماة صندوق أبيض في ذاكرة عاشق حماة ومؤرخها القيطاز …فذاكرته تضم في طياتها كل جميل وموثق عن هذه المدينة وكتابها وأدبائها وشعرائها وعلمائها …وهو في صبره وجلده ومغالبته لضعف الجسم يقوم بما تنوء به كواهل الرجال بله المؤسسات البحثية ….وآخر مشروعاته الكتابة عن شعراء حماة الذين ليس لهم ديوان مطبوع وتوثيق تراجم لهم ونماذج من أشعارهم…وهذا مؤشر على وفاء شاعرنا القيطاز لمن أبدعوا في ميدان الشعر ولم تسمح لهم ظروفهم بطباعة ديوان أو مجموعة شعرية….وحين يتجلى أبو فراس وهو المجلي في الميادين كلها شعرا ونثرا ويلقي أمامك بعضا من قصائده وذكرياته يرقى بك إلى القمم وهو المستوطن لهذه القيم فلا تجد عنده هبوطا ـ وحاشاه ـ أو إسفافاً …ويأخذ بيدك إلى السمو ويسحرك بنبض الشعر بإلقائه الفذ الفريد…وقد أسعدني بإسماعي قصيدة عن علمين من أعلام حماة هما شاعر العاصي بدر الدين الحامد وأستاذنا الشاعر الكبير عمر يحيى فأنصفهما بما رصده من بيان منزلتهما وملامح شعرهما وشخصيتيهما فكان منصفا مجليا ومصورا بارعا …ولا يفوتني هنا أن أشكر له جوده وكرمه وحسن ضيافته مشيرا ومثنيا على حفيده صادق الذي غمرني بلطفه وأكرمني بالتقاط بعض الصور لتبقى ذكرى لزيارة جده الشاعر بل شيخ شعراء حماة أطال الله في عمره ليتحفنا بكل ماهو شائق وماتع وفريد..