العلاقة المثلى بين المراهقين والآباء

 
المراهق شخصية لها عالمها الخاص ، فهو منفعل أحياناً .. مرح أحياناً أخرى متقلب المزاج ، مرهف الإحساس متشبث برأيه ، لا يقبل النقاش أبداً .. هذه المرحلة الحساسة التي يمر بها المراهق حرجة وصعبة في التعامل معه لذلك علينا الاهتمام به وتوجيهه للأحسن بهدوء تام لنصل معه إلى ما يريد .. وما نريد قال لي أحد الآباء :
ابني يشغل تفكيري فهو في السابعة عشرة من عمره يبتعد عن دراسته …
ينفر كتابه بدون أي مبرر ، لديه كل ما هو جديد وحديث من وسائل التكنولوجيا الحديثة ، عندما أنصحه أو أناقشه ينفعل ويصرخ فهو لا يحترم وجودي ولا يقدّر أمه إنه لا يعمل حساباً لأحد .
يتخيل نفسه سلطان زمانه وهو في الواقع طفل لا يعي كيف يتصرف .
إن التعامل مع المراهق أمر ليس بالسهل أبداً .. فإذا توجب عليك مواجهة أبنائك المراهقين أو مناقشة موضوع حساس حاول أن تتذكر دائماً أن المواجهة بعنف غير مجدية .. بل علينا أن نبحث عن أسلوب مقنع وجاد مثلاً ..
إذا رميت بكرة إلى الحائط بقوة فسترتد إليك بنفس القوة التي رميت بها الكرة .. وعندما يشتد التوتر بين الأب وابنه أثناء إحدى النقاشات التي تطرح فيها أفكاراً متضاربة لا تحاول أن تستجلب مواقف سابقة أو تقارنه بك ، عندما كنت بعمره ، فمراهق اليوم غير الأمس .
ولا تقول له أنا غاضب منك بسبب كذا … وكذا .. وإنك لن تصل إلى حل أو نتيجة مرضية مع هذا الأسلوب .
أدبه تأديباً هادئاً وسريعاً .
يعتقد معظم المراهقين أنهم بمناقشاتهم المستمرة والمتكررة وإصرارهم سيهزمونك ويحصلون على ما يريدون فلتكن واضحاً وصريحاً وحاسماً في قراراتك إلا أن أبناءنا في بعض الأوقات لا يملون ويستمرون في النقاش بعد اتخاذ القرار وكلما طال النقاش كلما أصبحت الفرصة أكبر أن يتفوه أحدكما بكلمات قد تحطم جسور الاتصال .
عليك أن تنسحب بهدوء من النقاش ومن الصعب في بعض الأحيان أن تكون أمام ابنك أو ابنتك أباً أو أماً في حوارات الآراء المختلفة ويمكن أن تأتي على الشكل التالي :
قل له : دعنا نتساعد مع بعضنا فأنا بمكانة صديقك مثلاً .
هذه الكلمات القليلة تشحن العاطفة في نفوسكما معاً وتساعدكما للوصول إلى الحل المناسب .
التعامل مع المراهق
-يجب ألا تخلق المواجهة المزيد من الغضب والمواقف الدفاعية فهناك خطوات علينا السير عليها من أجل مواجهة مسؤولة ومتأنية .
-التوقيت هو كل شيء في المواجهة ، وقت المواجهة بحيث يكون الطرف الآخر مستعداً لسماعك إذا كان الطرف الآخر متعباً أو غاضباً أو في مزاج سيء أجل المواجهة لوقت آخر .
– كن دمثاً لطيفاً 
– كن صادقاً في تواصلك 
– عبر عن تقديرك عندما تحصل على مكسب ثانوي .
بهذه المعاملة الحسنة الهادئة المدروسة والسليمة نبعد أبناءنا المراهقين عن الضياع والانحراف ..
رامية الملوحي
المزيد...
آخر الأخبار