وجد تجار الأزمة البيئة المناسبة لمشاريعهم الربحية من خلال استغلال بعض الاطفال والمرضى للقيام بالتسول و استغلال المشاعر الطيبة والتعاطف والرحمة عند المواطنين .
ولطالما تحدثنا عن قضية هامة وهي التسول ، وكان لنا معها وقفات عدة في الفداء ، ولكننا اليوم نحن مع ظاهرة جديدة وحلة جديدة للتسول نراها تنتشر في حماة وبشراهة ، وقد أطلقنا عليها اسم التسول المنمق .
فما هو هذا النوع الجديد للتسول ؟
تزدحم أسواق حماة بالباعة والمشترين نتيجة الأعداد الكبيرة التي باتت تقطنها ووسط هذه الحشود ولد مولودنا الجديد، وكبر فيها وبحلات متعددة ، فأصبحنا نرى من جعل من نفسه المريض العاجز الذي يبيع قطع البسكويت أو الحلوى ليقتات منها مع عائلته وسط دعائه للمارة عامة وللمشترين خاصة بطول البقاء ودوام الصحة ، إن هذا المتسول قد استغفل المشتري بل ضحك عليه فليس هو بالمريض أو العاجز ليس فيه أية علة إنه يبيعك قطعة الحلوى بضعف ثمنها مستغلا عواطفك ، فعندما نرى شخصا مريضا يعمل ليعين عائلته ويطعمها فإننا جميعا نسارع لمساعدته وهذا المتسول يدرك ذلك وهذا ما جعله يتبع طريقة التسول تلك في محاولة لابتزاز مشاعرنا واستغلال عواطفنا ،وهو نفسه بتنا نجد منه استنساخات كثيرة في سوق حي البعث وسوق ابن رشد والمرابط والاستنساخ في ازدياد.
ولم تقف الطريقة على تلك بل هناك صبية أخر قد يكون التدخين أو الفقر أو أشخاص محترفون أو….دفع إلى امتهان التسول بطريقة منمقة أخرى ، فما أن تقف عند شارة المرور حتى يأتيك أحد هؤلاء ليمسح بلور سيارتك النظيف وبشكل قسري مطالبا إياك بالأجرة المستحقة عليك ناسيا أنه لم يستأذنك فيما قام به، بل جعلك فريسة أمر واقع ، وأنت إذا ما حاولت نهيه فإنه سيسمعك سنفونية من المسبات والشتائم وسيكون الأمر ذاته إن لم يعجبه ما أعطيته له مع الدعاء عليك متوسلا إلى الله لينتقم منك ، فأنت الغني الذي تركب سيارة فارهة وهو الفقير الذي يعمل ليعين عائلته!
أين دور شرطة المرور في ذلك وأين المسؤول عن ذلك فهؤلاء المتسولون كادوا أن يتسببوا بحوادث مرورية عدة كادت أن تودي بحياة البعض ؟؟؟؟؟
ولن نقف عند هؤلاء من المتنمقبن بل سننتقل إلى الطفلة (س) فقد أخبرتنا بأن أمها وأبيها قد أجبراها على بيع علبا صغيرة من المحارم مع بعض قطع الحلوى مرتدية أسوأ ما لديها من ثياب ودون أن تسرح شعرها لتبدو مظاهر الفقر اللعين في أحلك صورها بادية على محياها ، تهب متسربة من مدرستها لتبيع ما أعطي لها وما حملت به وبضعف الثمن أ وبما يزيد عن ضعف القيمة الحقيقية ، فمن يراها يتعاطف معها ويبادر للشراء فورا إن كان ميسور الحال وقد ابتزت عواطفه بشكل سافر ، وطبعا لا نكاد نقطع الشارع وقد ودعناها حتى نجد من يسارع في خطواته سابقا إيانا ليعرض علينا القهوة أو الشاي أو …أو .. وأيضا بأسعار …؟؟؟؟؟؟؟
وهنا نقف عند سؤال مهم وهو من المسؤول عن هذه الإبداعات الجديدة في التسول والتي نراها في ازدياد دون رادع ألا يجب أن نعرف حقيقتهم وإن كان هناك من يحركهم أين المؤسسات الاجتماعية ودور الرعاية وحقوق الطفل ؟؟! !!!
توجهنا إلى مدير الشؤون الاجتماعية في حماة الأستاذ كامل رمضان حاملين معنا استفساراتنا عن هؤلاء وعن رأيه في هذه الطريقة من التسول ؟ :
ليجيب:” أنا اعتبرها مهنة مدعوة من قبل أشخاص أو متعهدين يقومون بتوزيع الأطفال في شوارع المدينة صباحا والعودة مساء لإحضارهم مع الغلة التي جنوها “.
ما هو دور الشؤون الاجتماعية في ذلك ؟
“إن الشؤون الاجتماعية تقوم بتسيير دوريات صباحية ومسائية لمعالجة هذه الظاهرة بالتنسيق مع أقسام الشرطة لضبط هذه الحالات وتسليمها لقسم الشرطة المختص ومن ثم إحالتها إلى القضاء”
ماهي اقتراحاتكم لعلاج هذه الظاهرة ؟
“المعالجة اقتصادية معيشية وهي ضرورية ومن ثم ّ معالجة التسرب المدرسي وفي حال عدم ضبط هذه الحالة يجب وجود دار لتوقيف المتسولين بقرار قضائي يقوم بتعليم هؤلاء الأشخاص مهنة معينة لتأمين مصدر دخل لهم “
مضيفا “تدعو مديرية الشؤون الاجتماعية لزيادة العقوبة وتشديدها على هؤلاء المتسولين لتكون رادعا لهم وللتخفيف من هذه الظاهرة” ، معتبرا أن هذه المسؤولية هي مسؤولية اجتماعية ويجب أن تتدخل الجهات الآتية للمعالجة:
1″ الأوقاف عن طريق أئمة المساجد وخطباء يوم الجمعة
2 وزارة الثقافة وقيامها بالتوعية المناسبة .
3 وزارة التربية بالتكثيف من جولاتها لمنع التسرب في بعض المدارس .
4الشرطة السياحية بالقرب من الأماكن السياحية “.
ونحن نؤيد من منبرنا ما اقترحه كامل رمضان لأن التسول بات ظاهرة سرطانية في مجتمعنا نراها تمتد إلى كل أعضاء المجتمع وندعو كل الجمعيات المعنية إلى المساهمة في الحد من انتشارها لحين استئصالها لأنها تهدد كيان المجتمع وصحته النفسية والأخلاقية . شذى الوليد الصباغ.
: