النايلون يطوي أكياس الورق في النسيان و يلوث البيئة

حرفة صناعة أكياس الورق يدويا من الحرف التي اندثرت عبر عشرات السنين الماضية بعد أن حلت أكياس النايلون مكانها مما حرم الحرفيين الذين كانوا يعملون بها من مورد رزقهم و حرم الطبيعة من مادة طبيعية نظيفة تتحلل بسهولة . حول هذه الحرفة التي لا يعرف عنها الكثير من الناس و خاصة الجيل الشاب التقت الفداء الفنان المسرحي عميد الادلبي الذي عمل بهذه الحرفة مع والدة عندما كان طفلا صغيرا في محلهم الصغير بمدينة سلمية. و تحدث الادلبي عن تاريخ و أهمية صناعة أكياس الورق صحيا و بيئيا و أيضا مراحل الصنع حيث قال : في السبعينات من القرن الماضي كنت أعمل مع والدي في صناعة أكياس الورق من أجل استعمالها في بيع الخضار و الفواكه و لم يكن يعمل بهذه الحرفية سوى محل واحد آخر في المدينة . حيث كنا نأتي بأكياس الأسمنت القديمة و كانت مكونة من عدة طبقات داخلية فنأخذ تلك الطبقات الداخلية و نقوم بقصها حسب المقاسات المطلوبة ثم نلصقها بصمغ الشجر أو مادة / الغراء / نلصقها طوليا ثم يتم قص الكرتون و لصقه بأسفل كل كيس ليأخذ شكله النهائي . و كان يوجد أيضا ورق أجنبي نصنع منه أكياس لبيع القهوة ليعطي مظهرا جميلا لقد كانت تلك الأكياس حقا فيها الخير و البركة . بعد ذلك ظهرت أكياس النايلون و أخذت بالانتشار أكثر لغزارة إنتاجها و ثمنها البخث الرخيص طبعا هي غير صحية و مدورة عدة مرات و تتفاعل مع المواد الغذئية التي توضع فيها كما أنها لا تتحلل بسهولة في الطبيعة حتى إذا أكلت منها المواشي و الطيور تتأذى أما الأكياس الورقية فعكس ذلك تماما فهي صحية و صديقة للبيئة لأنها مصنوعة من أوراق الشجر و تتحلل بسرعة جل ما اتمناه أن تعود تلك الحرفة و أكياس الورق و أيام البساطة و الدفء و الجمال .

عهد رستم

المزيد...
آخر الأخبار