لم ينج سوق الدروس الخصوصية من الغلاء الفاحش الذي طال جميع أسعار المواد والسلع دون استثناء إنما أيضا طاله الغلاء وارتفاع الأسعار حيث عمد غالبية المدرسين كغيرهم إلى رفع أجور الساعة الدرسية اولا كون موعد الامتحانات اقترب فهذه فرصتهم التي ينتظرو نها كل عام وثانيا حتى يستطيعون تدبير أمورهم في ظل الظروف القاسية والتي لم يعد يكفي فيها الراتب الشهري لبضع ايام من الشهر ولكن الأجور التي باتوا يتقاضونها غير منطقية ابدا وإنما كل ما نستطيع قوله إن الفوضى وغياب الرقابة هي العنوان العريض اما الاهل فهم كمن ابتلع الموس على الحدين فويلهم أولادهم الذين يتمنون لهم تحصيل جيد وويلهم الأجور التي يدفعونها للدروس الخصوصية في وقت لا تعرف الاسرة كيف تتدبر أمورها وقد استغنت عن حاجيات كثيرة أساسية أجور غير مقبولة ابدا تقول السيدة هناء معظم المدرسين أن لم يكن جميعهم عمدوا إلى رفع أجور الساعة في الاونة الاخيرة من ٥٠٠ _١٠٠٠ ليرة لنظام المجموعات و١٥٠٠ ليرة للطالب بمفرده اي الاستاذ أصبح يتقاضى ١٠ آلاف ليرة لمجموعة مكونة من ٤ طلاب لساعة واحدة فهذا غير مقبول ابدا وتابعت حديثها- والذي لخص حديث جميع الأهالي الذين تحدثنا معهم _صحيح أن الظروف قاسية على الجميع والمدرس يبحث عن سبل لتحسين وضعه المعيشي ولكن أيضا يجب أن يكون هناك رقابة فمن غير المعقول أن يأخذ كل مدرس مايريده دون رحمة او شفقة ودون حسيب أو رقيب … في حين وصل أجر الدرس لطالب واحد ٥٠٠٠ _ليرة لدروس الرياضيات والفيزياء واللغة للشهادة الثانوية اي الاهل ممن لديهم طالب واحد في الشهادة الثانوية يدفعون راتبهم بالكامل ل١٠ جلسات مدة كل جلسة ساعة واحدة لا يمكن أن تزيد دقيقة واحدة وتضيف: حالي كحال غالبية الأهالي الذين يرغبون بتحصيل جيد لأبنائهم ولايريدون أن يشعروا بأنهم مقصربن ولكن لم تعد الأمور مقبولة على الإطلاق الأستاذ وائل مصا الموجه الاختصاصي لمادة الرياضيات قال الطامة الكبرى أن عددا كبيرا من المدرسين الذين يعطون دروسا خصوصية غير مختصين أو أنهم لم ينهو دراستهم الجامعية فمنهم مهندسين ومنهم خريجين تجارة واقتصاد ومنهم خريجين إحصاء رياضي وهؤلاء بعيدين كل البعد عن المنهاج وعن إعطاء المادة المشكلة تكمن اولا عند الاهل فهم احد الاسباب المهمة وذلك نتيجة استجابتهم لما يمليه عليهم أبنائهم الذين يفرضون عليهم اسم مدرس سجل عنده رفاقهم على أنه الأحسن في المنطقة والأكثر شهرة فيستجيب الاهل فعلى سبيل المثال يوجد أحدهم خريج هندسة بتروكيمائية يعطي دروس لمادة الكيمياء لطلاب الشهادة الثانوية وهناك إقبال كبير من الطلاب الذين تنالوا فيما بينهم اسمه وعنوانه أيضا الاهل يرغبون بالمدرس الذي يتقاضى أجرا اضافيا فيعتقدون انه متميز اما الأمر الثاني فهو عدم إعطاء الموجهين اية صلاحيات لمتابعة واقع الدروس الخصوصية سواء للمدرسين الذين يعطون في منازلهم ام للمعاهد الخاصة والتي تنتشر بكثرة ومعظمها غير مرخصة اما لدى سؤاله عن الحل فقال في مديرية التربية مايسمى بالضابطة العدلية وهي غير مفعلة فيجب أن تأخذ دورها هذا من جهة ومن جهة أخرى يجب أن يفوض الموجهين وكل في منطقته لأنهم ادري بالواقع بالإشراف على عمل المعاهد والتأكد من ترخيصها وكذلك متابعة اية حالات أو شكاوى فردية الانسة نوار مخلوف الموجهة الاختصاصية لمادة اللغة الفرنسية قالت مشكلة الدروس الخصوصية تحتاج إلى دراسة متكاملة المنهاج من حيث الوقت وتأهيل المدرس وتناسب المعلومة مع وضع الطالب فالخطا بالمجمل ليس من المدرس أيضا الاهل يتلقون قسما من المسؤولية حيث يجب أن يعلم الاهل حاجة ابنهم الحقيقية والمواد التي يجب أن يتلقى دروسا فيها ونحن نقول لايمكن أن نتجاهل بأن العملية التعليمية تراجعت والمدارس لم تعد تؤدي دورها بشكل كاف في ظل ضخامة المناهج وصعوبتها وخاصة للشهادة الثانوية ولكن لابد من ضبط هذه الظاهرة التي تفشت وزادت الأعباء على المواطنين وكأنه هذا ما كان ينقصهم
نسرين سليمان