لقد أصبح ترقب رسائل المازوت الشغل الشاغل للمواطن ، فهو يستفيق كل صباح على أمل ورود بشرى استلام الدفعة الثانية من المازوت والتي قدرت بـ ٥٠ ليتراً فقط ، فهو ينام ويحلم بموعد يجمعه مع صهريج المازوت المدعوم ، حيث أن الكمية الأولى لم تكن كافية سوى أيام قليلة .
نسبة كبيرة من المواطنين أكدوا أيضا عدم حصولهم بعد على مخصصاتهم من مادة المازوت في الدفعة الثانية شارحين معاناتهم جراء البرد الذي لم يكن أقسى من شراء المازوت الحر ، إذ أن الكمية الضئيلة جعلتهم أمام الخيار الأصعب وهو ضغط النفقات وشد الحزام وإخراج عدة أمور من قائمة الأولويات ليتصدر المازوت الحر في مقدمة الاحتياجات ولاسيما أيام البرد القاسي الذي جعلهم يستهلكون كامل الكمية المدعومة منذ الأسبوع الأول من الصقيع.
حرقنا كل شيء
بانتظار الـ ٥٠ ليتراً .
المواطن علوان .ب يقول :لم تكفنا الدفعة الأولى واستدنا لشراء أضعاف الكمية من السوق السوداء ، حيث أن ٥٠ ليتراً ضئيلة جداً قياساً إلى البرد القارس الذي مر ، ولم نقدر على شراء مازوت حر بعد أن تجاوز سعر الليتر الواحد عتبة ٣ آلاف ليرة ، وكون الدفعة الثانية التي وعدتنا بها لم تصل بعد ولا نعلم متى نستلمها قمنا بتحويل مدفأة المازوت إلى حطب ثم إلى بلاستيك وأحذية وثياب بالية وأوراق وقشور البزر أثناء السهرة ، حتى تحول المنزل إلى غيمة سوداء وروائح لا تحتمل ، ولكن لا حيلة لنا كي ندفئ أولادنا غير ذلك.
بالقطارة
لا شيء يعادل التدفئة على المازوت كما أنه الأنظف والأقل ضرراً على الصحة ، ولكنه للأسف غير متوافر ، هذا ما عبرت عنه “منى .ظ” ربة منزل وقالت :لقد ذقنا موجة برد صعبة ، ويبدو أن الشتاء هذا العام طويل بالبرد الذي ذقناه وما زلنا نعيشه لم يسبق أن ذقناه من قبل ، خاصة مع غياب مازوت التدفئة التي في حال توافره يعطى لنا بالقطارة وبعد طول انتظار لرسائل الفرج.
تساؤلات
ولا من مجيب !
تساؤلات كثيرة وأسباب مبهمة وراء تأخر وصول الدفعة الثانية من المازوت تدور في أذهان المواطنين ، حاولت “الفداء” الحصول على معلومات وأرقام ووثائق حقيقية حول الكميات الموزعة للمواطنين ، وأسباب التأخير وخطة التوزيع من مدير فرع المحروقات بحماة ، إلا أنه لم يرد على اتصالات المحرر لذلك تبقى الإجابات برسم ذلك المسؤول .
سلاف زهرة