أقامت ثانوية زينب للإناث في سلمية معرضين معرض للرسم ومعرض دُمِجَ فيه الكتاب والتراث كفكرة جديدة لا تقليدية ولتكون أول مدرسة بسلمية قامت بهذه الفكرة وخاصة عرض التراث الذي أشرف عليها الاستاذ أمين قداحة مع الطالبات فجمعوا صورا للآثار ومعلومات دقيقة عنها التي تلامس المناهج التربوية المطورة وتظهر نظرة المستشرقين لسورية بالإضافة لمجسمات تعرض أهم المواقع الأثرية في سورية، والتي بعضها سجل في قائمة التراث العالمي في اليونسكو وهذا يؤكد العمق الحضاري لسورية وقسم التراث أيضاً يتضمن وسائل تعليمية وصورا سلطت الضوء على القلاع والحصون بسورية وقوالب صناعة الحلوى وصناعة المشغولات الذهبية وفن النحت والتماثيل التي تجسدها تدمر والتحنيط في سورية من خلال ثلاث مومياءات عرضت في متحف تدمر الوطني إضافة للأزياء الشعبية التي تؤكد عراقة سورية التي تضم أول أبجدية و أول حبة قمح وأقدم وظيفة مدرسة و كان الهدف من القسم التراثي هو تسليط الضوء على أهمية التراث السوري الحضاري المادي والتراث غير المادي عبر التاريخ والربط بينهما وتعريف الطالبات والمجتمع المحلي بأهمية الآثار السورية وأهمية المناهج التي قامت بنشر هذه المعلومات وتعزيز التمسك بالتراث ومعرفة أن بلدنا لديه تراث عالمي مهم جداً .
أما قسم الكتاب فكان تحت إشراف أمينة المكتبة الآنسة سماح فرحة حيث قسمت المعرض لزوايا عديدة أبرزها زاوية تخص أقوال القائد الخالد حافظ الأسد تضم مجموعة من الكتب التي تتحدث عن نضاله منذ استلامه الحكم حتى تاريخ وفاته و إنجازاته بشكل كامل و زاوية للتاريخ الذي يستفاد منه لبناء الحاضر وحل مشاكله وتضمن كتبا بعناوين متنوعة أبرزها تاريخ الإسلام ، العمارة العربية الإسلامية ،تاريخ حلب وآثار وتاريخ سلمية و زاوية للمعرفة (والمعرفة فن ولكن التعليم فن آخر قائم بذاته) والذي شمل كتبا تتحدث عن الطبيعة وجسم الإنسان أي ما يخص الوجود بشكل عام وزاوية أخرى عن الحقيقة( وهي روح الفلسفة ولكن الفلاسفة ينسون ذلك عادة) ضمت كتبا فلسفية مثل مقدمة ابن خلدون روحي رسالة وغيرها من الكتب المهمة والزاوية الأخيرة عن الشعر حضنت مجموعة من الكتب المهمة لسليمان العيسى وتاريخ الشعر العربي الحديث ولم ينس ابن مدينة سلمية محمد الماغوط والهدف من قسم الكتاب هو جذب الطلاب للقراءة والابتعاد عن مواقع التواصل المليئة بالمشكلات وحثهم على قراءة الكتب التي تقدم أكثر من النت من حيث المعرفة والثقافة
أما معرض الرسم فأشرفت عليه الآنسة ماريا الماغوط فاختارت اللوحات المعروضة من خلال الدقة بالرسم والعمل الصحيح سواء من التظليل أو التلوين وشمل المعرض تنوعا كبيرا في الرسم بعضها داخل المنهاج وبعضها خارجه لكن له صلة به بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. واللوحات بعضها كانت ترسم في المنزل وتحتاج لأربع ساعات مثل الرسم الالكتروني وبعضها داخل المدرسة إذ الرسمة الواحدة تحتاج وقتا من حصة لأربع حصص تقريباً ، أما مصدر التمويل هو المدرسة من حيث بعض المواد المستخدمة داخل المعرض وبعضها الآخر من الطالبات من حيث الألوان والورق
المعرض شمل أنواعا عديدة للوحات منها: اكرليك ،بورتريه ،لوحات أنمي ،لوحات طبيعية (خشبي _ مائي _رصاص) ، لوحات طبيعة صامتة لبول شيزان ، رسم معماري ، بيكسل ،لوحات سيريالية وانطباعية ، لوحات الكترونية ولوحات لفان كوخ ورفائيلو سانزيو ….وغيرها من الأنواع المعروضة والتي تظهر الدقة والحرفية فيها بشكل واضح أما أنواع الألوان المستخدمة هي (الاكرليك _المائي _ الخشبي _ الرصاص ) و الألوان كانت تعبر عما بداخل الطالبات وهي ألوان تميل اغلبها للفرح
الهدف الرئيسي لمعرض الرسم كان تقديم موهبة الطالبات تنميتها أكثر والعمل على تطويرها وأن تظهر هذه الموهبة للعلن ويكون هذا المعرض نقطة بداية لمعارض على نطاق أوسع وأكبر للطالبات بالمستقبل وتكريم جهودهم وأن يشاهد الناس إبداعهم وقدرتهم على الرسم بدقة عالية
كلا المعرضين أخذا وقتا طويلا معرض الكتاب والتاريخ أخذ وقتا لاختيار الكتب المناسبة والصور المناسبة والمعلومات الدقيقة لضمان النجاح أما معرض الرسم استهلك بحرا من الوقت بدايته الفصل الدراسي الأول الذي ذهب بين رسم اللوحات وتأطيرها واختيار الأنسب وتعليقها على الجدار وغيرها من الأمور التي جعلت المعرض أيضاً يحقق نجاحا كبيرا
وعبر القائمون على المعرضين عن رغبتهم بأن يطور المعرض ليقام بمراكز عامة ليس على مستوى المنطقة بل على مستوى القطر فهذا الجهد لابد أن يستحق التقدير المناسب للإبداع الذي عرضه لنا.
جينا يحيى